للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أساس اتحاد الذرات وتفرقها ولكنه اضطر إلى نقض أقواله التي عدت في ذلك الوقت إلحاداً.

ولكن أرسطو ابتدع نظرية جديدة حين قال إن المواد التي نشهدها ونتناولها تتألف من أربعة عناصر: هي الأرض والهواء والماء والنار. ولم يفهمها بالمعنى الكيمياوي المعروف الآن بل من حيث خواصها. فالأرض مركب من الجفاف والبرودة، والماء من البلل والبرودة، والنار من الجفاف والحرارة، والهواء من البلل والحرارة.

العرب وحجر الفلاسفة

وأضاف العرب إلى هذه العناصر في العصور الوسطى ثلاثة عناصر أخرى هي الكبريت والزئبق والملح. وكان من الطبيعي أن تؤدى هذه النظريات إلى أنه من الممكن تحويل معدن إلى معدن مما أنتج البحث عن حجر الفلاسفة، أو قلب المعادن الخسيسة إلى ذهب، وضمان دوام الصحة الكاملة، والشباب الناضج الحي

وكان أصحاب هذا المذهب يتفرقون شيعاً في الاحتفاظ بأسرار أعمالهم التي كانوا يحرصون كل الحرص على اخفائها عن عيون الناس وإفهامهم. وقد وصلت قصص دعاياتهم إلى نهايتها في عام ١٧٨٢ حين قدم جيمس بريس أحد أعضاء الجمعية الملكية في لندن إلى الملك جورج الثالث عينة من الذهب، وقال انه استطاع استخراجه من معادن أخرى

وكان لتصريحه ضجته، فمنحته جامعة اكسفورد إحدى درجاتها العلمية. كما قام المعارضون يناقضونه ويهاجمونه في قسوة، فطلب إليه مدير الجامعة أن يكرر التجربة أمام أعضائها. وتلكأ بريس بضعة أشهر ثم وافق على الاقتراح. فلما حان موعد التجربة. تجرع بريس سماً زعافاً من قارورة صغيرة فقضى عليه في دقائق

الذرة في مرحلة النشاط

ودبت الحياة مرة ثانية في أبحاث الذرة واستنتاجاتها، حين نشر جوزيف بروست مبدأ النسب المحدودة. ومضمونه أن أي مركب كيمياوي يحتوي دائماً على ذات النسب المتساوية في الوزن ثم تبعه جون دالتون في عام ١٨٠٨ فاعتنق مذهبه وأضاف إليه مبدأ

<<  <  ج:
ص:  >  >>