للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إن مصر تغتبط باستقبال القائد العظيم وتقدر صفاته العسكرية الممتازة وماضيه المجيد وتحيي فيم ممثل فرنسا النبيلة).

وأقيم له استعراض عسكري اشتركت فيه بعض الوحدات الميكانيكية من القوات البريطانية والمصرية والهندية، وكان يرافقه القائد البريطاني ويفل أثناء العرض.

وتعود بي الذكرى هنا إلى عام١٩٤٢، حينما تعددت مقابلاتي مع الجنرال كاترو الفرنسي، وذلك بعد احتلال سوريا ولبنان، وفي إبان المفاوضات التي أنهت بعودة الحياة الدستورية بالبلدين، إذ أنني قابلته في يوم١٦أكتوبر١٩٤٢، وتناول الحديث مسائل متنوعة، ولكنه صرح لي وقد قيدت ذلك في حينه:

إنه كان حاضراً في مجلس الحرب الأعلى للحلفاء في باريس، وذلك قبل خروج فرنسا من الحرب، حينما عرض التقرير الذي وضعه الجنرال فيجان عن رحلته إلى مصر في فبراير١٩٤٠وعن الحالة الحربية، وإن الجنرال سجل إعجابه بالجنود المصريين وحسن استعدادهم للخدمة العسكرية، واقترح وجوب زيادة الجيش المصري، كما أشار إلى ما يجنيه الحلفاء من الفائدة والمعونة إذا وقف بجانبهم جيش مصري قوي، وقد أخذ مجلس الحرب الأعلى بهذا الاقتراح وكان من ضمن القرارات التي وافق عليها.

وعاد الجنرال فيجان من مصر فبدأ رحلاته إلى الداخل، وكثرت تنقلاته، وكانت مقابلاته بعد ذلك عرضية ونادرة، وأغلبها في ميدان السباق، ولكن توطدت مع معاونه الجنرال كايو ومع أركان حربه ومكتبه علاقات ودية، فما اتصلت بشيء لدى السلطات العسكرية عن طريق القيادة، إلا وأجيب طلبي أو رجائي فوراً، أو كان محل اهتمامهم وتحرياتهم بعكس السلطات المدنية التي طالما تمهلت وتأخرت، ثم ألقت أسباب عجزها على السلطات العسكرية، ولقد كان موضع سمرنا في المفوضية الفرنسية خصوصاً المكتب الدبلوماسي الذي أحتج بالعسكريين بادرت بأن أعلمه أنني مستعد للذهاب إليهم رأساً لإزالة ما نشكو منه، وكان المكتب يعلم بما تقدمه السلطات العسكرية من تسهيلات لمصر في مقابل ما تبذله من تسهيلات للعسكريين

هذا هو الجنرال الفرنسي الذي ساهم مساهمة فعلية في قيادة فرنسا إلى النصر في الحرب الأولى، والذي وطد نفوذ بلاده في الأشهر الأولى من الحرب العالمية الثانية، كان حركاته

<<  <  ج:
ص:  >  >>