للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ألا أيها السعيد، أنت الذي حياتك في بكائك) وينظر ليوباردي إلى المستقبل نظرة سوداء ويعتقد أن الأجيال تسفل ولا ترتقي، ويسخر من المتأملين في تسامي الأحفاد

هنالك راع يخطر على قمم جبال (هملايا) متكئاً على عصاه يطيل التأمل في السكون المحيط به، وينظر إلى القمر الهائم مثله في السماء فيسأله: (قل لي أيها القمر! ما قيمة حياة الراعي، وما قيمة حياتك أنت؟ بل ما قيمة حجى الفقير وسُراك الأبدي؟ أنت أيها المسافر المنعزل الخالد والملك المفكر، ربما تفهم أنت حياتنا وآلامنا وتنهداتنا، وربما تفهم الموت والصفرة السامية، وسفر الأرض ووداع الصداقات الجميلة. انك بلا شك تفهم أسرار كل هذه الأشياء ولكني لا افهم ولا أعرف إلا شيئاً واحداً. ليأخذ البعض من هذه الحياة خير ما فيها، يستنقذونه من ثوراتها الهوجاء ومن كائناتها الضئيلة. قد يمكن لهم ذلك. ولكن الحياة هي شر من اجلي)

وهل في هذه القطعة إلا اليأس من الحياة والكفر بها في شعر جميل

يتبع

خليل هنداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>