للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

علوم البلاغة بالأزهر، والعروض مع إعادة البيان بالمطالعة مع بعض تلاميذ رفاعة بك: كقدري باشا وإبراهيم بك مرزوق. وبعد ذلك انتخب مدرساً بالمدرسة التجهيزية سنة ١٢٩٠ في أول نظارة رياض باشا على المعارف، وكانوا إذ ذاك يقرأون بها الأنموذج للزمخشري في النحو؛ ثم كُلف بتأليف رسالة في الصرف ففعل، وقرأها للتلاميذ نحو ثلاث سنوات، ثم اتفق مع بعض المدرسين على تأليف رسائل في البلاغة والصرف بتوسُّع أبسط من الرسالة الأولى، وقرأ بها سنوات، ثم أُمر بقراءة العروض والقوافي في المدارس، فاستحسن رسالة أبي الجيش وأقرأها، ثم وضع رسالة في العروض والقوافي أتم بها ما أراده أبو الجيش، ولكن وقع ما منعه من تقديمها للمدارس، ثم كلف بوضع رسالة في علم الرسم، فوضع رسالته (عنوان النجابة في قواعد الكتابة) وقرئت بالمدارس.

ونقل بعد ذلك للمدرسة الابتدائية المسماة (بالمبتديان)، وكان ذلك سنة ١٣٠٦، فألف بها رسالة بالاشتراك مع غيره في المترادفات، ثم نقل إلى المدرسة السنية الخاصة بتعليم البنات، فبقي بها سنتين ألف فيها رسالته (محاسن الأعمال)، ولما عرضت على المجلس العالي بنظارة المعارف استحسنها أعضاؤه جداً وقالوا: الأولى أن تكون بيد المعلمات لا بيد المتعلمات. ثم أخذت قوته في الوهن، وبصره في الضعف لكبر السن، فعرض استقالته على النظارة مبيناً السبب. فأحيل على الكشف الطبي، ثم أحيل على المعاش. وله من التأليف غير ما تقدم رسالة في الصرف اسمها (قرّة الطرف) أوسع من المتقدمة، وأخرى في النحو وهي (منحة الوهاب في قواعد الإعراب)، وهي نظم. ومن شعره:

الحمد الله لا فقر يضرّ ولا ... غنى يغرّ فلا حزن ولا فرح

وليس لي مطمع في الناس يلجئني ... للذم والمدح إن ضنوا وإن سمحوا

وأسأل الله حاجاتي فيمنحني ... من فضله فوق ما أهوى وأقترح

وله:

قد يسر الله أسباب المعاش لنا ... بالعقل والرزق موقوف على القسم

ليعلم العبد أن الله يرزق من ... يشاء بالفضل لا بالسعي والهمم

فيطلب الرزق بالأسباب معتمداً ... على الذي أوجد الأشياء من عدم

ولا يخاف ولا يرجو سواه ولا ... يحيد عن منهج الأحكام والحكم

<<  <  ج:
ص:  >  >>