للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانت الأرض كما قلنا جزءاً من السديم الشمسي وكانت حرارتها في البداية شديدة جداً ثم انخفضت وأخذت في القلة تدريجاً بفعل الإشعاع فبردت قشرتها الظاهرية شيئاً فشيئاً حتى وصلت لحالة الصلابة، ثم تجعدت هذه القشرة تبعاً لبرودة الأجزاء الباطنية وأخذت في التقلص فتكونت فيها منخفضات ملأتها الأبخرة المتكاثفة (الماء) وأخذت معالم الحياة تظهر شيئاً فشيئاً وكان آخر هذه المعالم هو الإنسان. إلا أن باطن الأرض ظل مرتفع الحرارة. تدل على ذلك ظواهر طبيعية عديدة:

١ - تزيد درجة الحرارة بمعدل درجة واحدة فهرنهيت لكل عمق مقداره ٥٦ قدماً.

٢ - سخونة المياه التي تخرج من الينابيع الساخنة. وقد وجد أن درجة حرارة الماء الخارج من نافورات أيسلندة ٢٦١ ف.

٣ - خروج المواد المنصهرة من البراكين.

ولقد أثارت الظاهرة الأولى اهتمام العلماء وكانت سبباً في

اختلافات كثيرة وقعت بينهم في القرن التاسع عشر، لأنه إذا

كانت زيادة درجة واحدة فهرنهيت لكل ٥٦ قدماً بعد الخمسين

قدماً الأولى صحيحاً واستمرت هذه الزيادة باطراد لوجب أن

تكون حرارة الباطن ١٥٠٠ درجة حرارة مئوية على عمق

٢٨ ميلاً أو على عمق ١١٤١ من نصف قطر الأرض. وهذه

الدرجة تذوب عندها أشد العناصر صلابة. فوجب على هذه

الحال أن يكون سمك القشرة الأرضية الصغرى غايته ٢٨

ميلاً وفيما يلي ذلك يكون الباطن منصهراً.

غير أنه ثبت في القرن الحالي أن باطن الأرض صلب، وأن الأرض تتكون من طبقتين متميزتين عن بعضهما:

<<  <  ج:
ص:  >  >>