للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطبيعة تنتظرك في صمت رهيب، العشب يرسل فوق قدميك سحابة الماء، وزفرة الوداع التي ترسلها الشمس فوق الأرض تحرك زهر الزنبق، فكأنه المباخر. الغابة قد نقبت صفوف أشجارها المترامية، وها هو الجبل يختفي والسيسبان ينشر مقاعده العفيفة فوق الأمواج الناصلة.

- ٦ -

ها هو ذا الشفق المحب يتوسد الكرى وسط الوادي، فوق زمرد العشب، وذهب الحشائش. تحت القصب الحيية، في المجرى المنعزل، وتحت غابة الأحلام التي ترتعد في الأفق. ها هو يتمايل متسللا وسط عناقيد الزهور البرية، يلقى معطفه الرمادي فوق شواطئ المياه، ويشق عند ظهور الليل باب سجنها!.

- ٧ -

فوق جبلي قصب كثيف لا تستطيع أقدام الصائد أن تتخلله. يرفع رأسه الجامح الى ما فوق جباهنا، ويؤوي في الليل الراعي والغريب. تعالى أخف فيه حبك وخطيئتك المقدسة. فإذا اضطرب أو لم يكن علوه كافياً شيدتُ لك بيت الراعي!

- ٨ -

يسير الهوينا على عجلاته الأربع. سقفه لا يعلو فوق جبهتك وعينيك سيسبغ الياقوت وخدّاك على عربة الليل لونهما! المدخل عاطر والمخدع واسع معتم. هنالك بين الأزهار سنتخذ وسط الظلال فراشا صامتا لشعرنا المجتمع!

- ٩ -

سأزور إن أردت بلاد الجليد. هنالك حيث يشع نجم الحب ويلتهب!. هنالك حيث تصطدم الرياح ويحاصرها الجليد!. هنالك حيث يختفي القطب تحت الثلوج. سنسير كما تشاء المصادفات الى غير سبيل مقرر. وفيم اهتمامي بالزمان؟ وفيم اهتمامي بالمكان؟ سأقول جميلاً ما تراه عيناك جميلا!.

- ١٠ -

ليهدي الله ذلك البخار الصاعق الى غايته فوق تلك القضب الحديدية، التي تخترق الجبال ليقم ملك كريم على ذلك الموقد الصاخب عندما يدب تحت الأرض أو يهز بجبروته

<<  <  ج:
ص:  >  >>