للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١٢ - أعيان القرن الرابع عشر]

للعلامة المغفور له احمد باشا تيمور

الشيخ أحمد مفتاح

العالم الشاعر الناثر، أحمد بن مفتاح بن هرون بن أبي النُّعاس ينتهي نسبه إلى عُمار بضّم العين المهملة وتخفيف الميم، أحد العرب النازلين من الصفراء إلى أرض مصر حوالي القرن العاشر، وبين أبي النعاس وعُمار جدان أو ثلاثة، ولما ورد عمار مصر قطن بإقليم منية ابن الخصيب في صعيد مصر، وقامت بين عرب تلك الجهة منازعة أدت إلى مقاتلة، كان لجّد المترجم أبي النعاس اليد الطولي فيها، ويقال إنه حضر بعض الوقائع بدون سلاح، ولقوّته أمسك جحشاً صغيراً من رجليه وضرب به حتى مات الجحش.

وقطن هرون الجدّ الأدنى للمترجم في بلدة على الشاطئ الغربي للنيل بإقليم المنية تابعة لبني مزار، أنشأها حسن بن عبد العزيز أحد أجداد المترجم من جهة والدته، وهي بلدة صغيرة اشتهرت بين العامة باسم أبي عجيز محرفاً عن أبي عزيز، يعنون به حسن بن عبد العزيز مؤسسها، على عاداتهم في تكنية الرجل باسم أبيه، وما زال هرون المذكور بها حتى ولد له مفتاح أبو المترجم سنة ١٢٢٩، وكان في هذه البلدة رجل اسمه علي أبو محمد، من أقارب والدة المترجم، جعلته الحكومة شيخ المشايخ، وهو لقب كان يطلق إذ ذاك على من يحكم عدّة بلاد، وكان جائزاً في معاملته فاعتدى على أناس من أهل البلد بالضرب حتى أشرفوا على الهلاك فاضطر بعض أهلها إلى الشكوى للمدير مستعينين بعلي افنيدي الشريعي والد حسن باشا الشريعي، وبعد اللتيا والتي ساعدوهم على الانفصال فانفصلوا واختطوا بلدة أخرى شمالي أبي عزيز سنة ١٢٦٤ سموها نزلة عمرو، وانتقل إليها هرون بولده أبي المترجم، وبني بها دارًا كبيرة، وبقي بها حتى مات بعد أن أسن، وكان سديد الرأي يُرجع إليه في المشكلات.

ثم سكن في هذه البلدة بعده ولده مفتاح، وتزوج بها وأعقب جميع وأولاده، وحج سنة ١٣٠٤ فأرخ حجه ولده المترجم بقوله:

حَجَّ مفتاحٌ أبي معتمرا

سنة ١٣٠٤

<<  <  ج:
ص:  >  >>