للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دائما على الكشف عن السيارات، فعطارد لا يبعد عن أمه الشمس إلا قليلا، فتصعب رؤيته بالعين المجردة إلا في البقعة المنبسطة قبيل شروق الشمس أو بعيد غروبها، وأورانوس ونبتون لا تراهما العين المجردة لبعدهما عن الشمس والأرض بعداً يجعل الزاوية التي يحدثها قطر كل منهما عند العين لا تمكنها من الرؤية، وهذا هو السبب في عدم معرفة العرب القدماء لها قبل اختراع التلسكوب.

وكلما ابتعد السيار عن الشمس صعب كشفه وتمييزه عن النجوم، وقد كشف (هر شل) عن اورانوس (أب زحل آله الزرع) عفواً في سنة ١٧٨١ هو يوجه منظاره إلى جزء من السماء، وقد ظنه في أول الأمر (مُذَنبا) وكشف (جال) عن نبتون (آله البحر) في سنة ١٨٤٦ بعد بحوث (ليفرييه) الرياضية.

البحث عن سيار تائه:

وفي أوائل القرن الحالي كان الأستاذ (برسيفال لول) يقول بوجوب وجود سيار آخر تابع لمجموعتنا الشمسية أبعد من نبتون، وقد جاء هذا القول نتيجة لبحوثه الرياضية في مدارات السيارات المعروفة في ذلك الوقت، وعدم اتفاق المدار الرياضي مع المدار المشاهد. فانطلق الفلكيون هواة ومحترفين يبحثون عن ذلك السيار التائه، ولعل لولا التعاون الدائم بين فروع المعرفة العام في الوصول إلى الحق لما تمكن أحد إلى الآن من الكشف عن هذا السيار، فان محاول الكشف عنه كان عليه أن ينظر إلى جزء من السماء في وقت معين من كل ليلة ويطيل النظر إلى آلاف النقط اللوامع التي يراها، ويحاول أن يجد أيها يغير موضعه على مر الليالي، وبذلك يميز السيار عن النجم الثابت، فهذه النجوم (الثوابت) وإن كانت في حركة مستمرة إلا أن بعدها السحيق يخفي عنها هذه الحركة ولا يظهرها إلى على مر الأجيال الطويلة، وذلك كما يلاحظه الإنسان أن القطار السريع البعيد يدب دبيبا.

وعملية ملاحظة حركة السيارات هذه عملية شاقة تحتاج إلى صبر كثيرة ودقة وأمانة في التقدير، فان إطالة النظر إلى عدسة التلسكوب تثقب شبكية العين وتجعلها ترى ما ليس له وجود، ولكن تضافر نواحي المعرفة للوصل إلى الحق هو الذي مكن العلماء من الوصول إلى السيار التاسع، وذلك باستخدام الكمرا في تصوير السماء بدلا من الملاحظة والتخطيط، فأغلب تلسكوبات العالم الآن مجهزة بآلات فوتوغرافية تمكن الفلكي من تصوير أي جزء

<<  <  ج:
ص:  >  >>