للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

مكتبة الجاحظ

أهم صديقنا الباحث المحقق الأستاذ عبد السلام هارون تحقيق كتاب الحيوان لأبي عثمان الجاحظ وأخرجه للناس مصححاً مقوماً مكملاً، فلو رآه الجاحظ لقرت به عينه وطابت نفسه وشكر للأستاذ الفاضل هذا الصنيع الذي أحيا به أثراً خالداً، وأسدى به إلى العربية يداً. .

ونشر الكتب وتحقيقها ليس بالأمر الهين، ولكنه عمل يشترك فيه الذوق والفهم، والعلم وسعة الاطلاع، ويقتضي بذل الجهد وطولالبحث والصبر على مراجعة النصوص، وهذا كله قد اجتمع للأستاذ عبد السلام هارون، وتجلى فيما أخرج من كتب قيمة وحقق من أسفار نافعة، وقد أعطى لكتب الجاحظ قدراً كبيراً من عنايته، فهو الآن يعد العدة لإخراج الحلقة الثانية من مكتبة أديب العربية الكبير، وهي كتاب البيان والتبين، وقد راجع الأصول المخطوطة لهذا الكتاب، وكمل مواضع النقص فيه، واستوفى مواقعه الناقصة شرحاً وتعليقاً، وما بقى إلا أن يقدمه إلى أبناء العربية في أجمل حلة من التنسيق والطبع. .

على أن الذي يدعو إلى الغبطة أكثر أنه الآن يهتم بجمع الأصول لرسائل الجاحظ المفقودة، وقد هيأ فعلاً رسالة (حيل اللصوص) لأبي عثمان، وكان الظن بهذه الرسالة أنها ضاعتفي أجواء العصور الخالية، وإنه لجهد نافع، وعمل مشكور.

أن هذا الذي ينهض به الأستاذ هارون لعمل تنوء به الجماعة، ولو نهضت به جامعة أو جماعة لحسبته من مفاخرها الخالدة، ولكنه عمل ينهض به فرد مخلص للعلم وهو صامت صابر، قانع بأنه يؤدي واجبه العلمي، ثم هو لا يظفر من جامعاتنا وهيئاتنا العلمية بكلمة تقدير أو شكر. .

علم وجهل

والعلم والجهل ضدان لا يجتمعان، ولكن محطة الإذاعة المصرية قد استطاعت أن تجمع بينهما في براعة تحسد عليها وتدل على عبقريتها. .

تقدم هذه المحطة إلى المستمعين برامج ثقافية تعرض فيها حياة بعض الشعراء والعلماء ورجال التاريخ، في أسلوب طريف خفيف يحمل الناس على الاستماع إليه والانتفاع به، والمحطة تقصد بهذا تثقيف المستمعين وتزويد الذين لم يطلعوا على التراث العربي بذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>