للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

در). وإذا شك في الحديث - وقد نقله (التاج) من (النهاية) - فلا ريب في صحة ألفاظه في اللغة. وروي أبو علي في (أماليه) ج١ ص٢٧٩ مقطوعة مستطرفة لعبد الصمد بن المعذل في هجاء أبن أخيه. وردت تلك اللفظة في مطلعها:

لو كان يعطي المنى الأعمام في ابن الأخ ... أصبحت في جوف قرقور إلى الصين

وقال الهاجي في ختامها:

إن القلوب لتطوى منك يا ابن أخي ... إذا رأتك على مثل السكاكين

فعندنا - كما ترى - (القرقور) وهذه اللفظة وغيرها هي من الأدلة على أن العربية والنيقية - والفنيقية بنت العربية - كانتا تعطيان الإغريقية كما كانتا تأخذان منها، وشيخنا يقول:

(الناس بالناس من حضر وبادية) فلكل على كل يد، ولن يستبد بالفضل كله في هذه الدنيا مستبد. وما احتفلنا بتلك الكلمة وحرصنا عليها لتكتب في الصحف أو تقال لكن اهتممنا بها للتاريخ، وسيمكث (القرقور) في (القاموس) أو في الميناء مرسى بالأنجر لا يغدو ولا يروح، فلا نقول في وقت: باسم الله مجراه بل بإسم الله مرساه. . . والعربية - يا أخا العرب - بحر، فلا تعدم اللفظ الفصيح المأنوس القرآني.

(السهمي)

تعليق على كلمة:

قرأت في مجلة الرسالة الغراء مقالاً للدكتور عبد الوهاب عزام بك في العدد ٧٤٨ وقد لفت نظري في أثناء المقال استعماله كلمة (اطأرت) جاء بها خلال تحدثه عن ضريح (همايون) في الهند بقوله: (وما رسخت قواعد الملك ولا اطأدت أساطين الدولة. . الخ) وهذه الكلمة لا تعترف بها القواعد الصرفية لأن ثلاثيها (وطد) وصوغ (افتعل) منها يكون اتطد كوعد وأتعد وهكذا، وزيادة للإيضاح أذكر ما كتبه صاحب (المثل السائر) في أوائل كتابه المذكور عن هذه الكلمة التي جاءت في شعر أبي تمام، قال صاحب المثل السائر: وقد غلط أبو تمام في قوله:

بالقائم الثامن المستخلف اطأدت ... قواعد الملك ممتداً لها الطول

<<  <  ج:
ص:  >  >>