للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١٤ - رحلة إلى الهند]

للدكتور عبد الوهاب عزام بك

عميد كلية الآداب

مدينة أكرا

سار بنا القطار والساعة ثمان وخمس وأربعون دقيقة من صباح السبت ثالث عشر جمادى سنة ١٣٦٦هـ، وخامس نيسان سنة ١٩٤٧م من دهلي إلى أكرا.

والمسافة بينهما زهاء أربع ساعات. واستقبلنا على محطة أكرا جماعة من بيت كنش لال أحد أعيان المدينة وأحد تجار الهند المعروفين في القاهرة. وأردنا أن ننزل بفندق كبير هناك أسمه إمبريال. وبينما نجلس في ساحة الفندق ننتظر جواب سؤالنا عن غرف في الفندق، جاء رجل هرم يحمل عصافير مرتبطة بخيوط، فجلي إلينا وشرع يعرض أعاجيبه. رمى بحلقة في الهواء وأشار إلى عصفور فأدركها فالتقطها قبل أن تقع على الأرض وردها إليه. وأشار إلى عصفور آخر فطار إلى شجرة قريبة فقطف منها ورقة وجاء إلى صاحبه. ووضع بطاقات من بطاقات اللعب مقلوبة وذكر عدداً فأخذ عصفور يقلب الأوراق حتى قلب البطاقة ذات العدد المذكور وأخذها بمنقاره وسلمها إلى معلمه. ثم جاء بأعواد عليها بكرة صغيرة فيها خيط ينتهي إلى دلو صغير وأشار إلى عصفور فشرع يمسك الخيط بمنقاره ويجره حتى يضعه تحت رجله ثم يأخذه كرة أخرى فيطويه تحت رجله حتى طوى الخيط وطلع الدلو فمد منقاره إليه وجذب إليه كأنه يستقي ماء من بئر برشأ ودلو. فقلنا: إحدى عجائب الهند.

ولم نجد غرفاً بالفندق فسرنا إلى دار كنش لال فلبثنا إلى اليوم الثاني في حفاوة وإكرام فاستحق المضيفون ثناءنا وشكرنا.

وأكرا مدينة يسمى باسمها إقليم. وهذا إقليم وإقليم أورده يؤلفان ولاية كبيرة تسمى وهذا رمز لأسمها بإنكليزية: في الهند: ممالك متحدة.

والمدينة مثل دهلي، ذات مكانة تجارية وحربية عظيمة. ويمر بالمدينتين كلتيهما نهر جمنه أحد أنهار الهند الكبيرة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>