للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نستطيع ان نقوم بواجب الشكر لهذا الطالب، فان الدروس التي كان رفاقه يستثقلونها كان يجدها لسولتها كالالهية، انه لجواد يبتغي علوفة مضاعفة). حتى اذا بلغ السابعة عشرة من عمره انكب على علم اللاهوت، ثم تتلمذ للحياة بعد ان انجز تتلمذه للكتب، تلك الكتب التي قال عنها في احدى رسالاته (إنها صنعت مني عالما عارفا ولم تصنع مني انسانا، سأبدا عاجلا بدرس اطواري) فترك علم اللاهوت وعمل على جميع روايته التمثيلية، وقد حثه قريب له اديب على الاختصاص بهذا الفن، الى هذه الحلبة، حتى ظن ان هذا الفتى لن ينصرف بعد اليوم عن الفن الروائي.

على ان الضعف ليبرز في هذه القطع التي عرضها، ويغلب على اسلوبها اللون الفرنسي الذي كان يصبغ جميع الاثار الالمانية، وكان مذهبه فيها نفس المذهب المدرسي الذي كان (راسين وكورني وموليير) يبتدعونه ويتبعونه. كأنه كان يؤمن بجمال هذا المذهب ويحمل نفسه على الأخذ به. ولكنه في بعض نظراته يشن الغارة على هذا المذهب، ويطلب الى معاصريه الا يكونوا مقلدين لأذواق غيرهم. وانما الأجدر بهم ان يتفهموا مذاهب غيرهم والا يكونوا مقلدين لها. ونهاهم عن التهافت على ادب امة واحدة كالامة الفرنسية، وهنالك اداب مهملة كأدبها جديرة بالدرس والتمحيص، وفي هذا الصدد قال كلمته المأثورة (اذا اراد الالمان ان يتبعوا مذهباً يلائم طبيعتهم وجبلتهم فليتبعوا الادب الانجليزي الذي هو ادنى لهم من الادب الفرنسي).

وقد اشار في اكثر من موضع الى هذه الروح التي شاء ان يغرسها في ادباء عصره. وهو الذي كتب في احدى رسالاته ينتقد المؤلف المسرحي (جوتشيد) ويؤاخذه لاسترساله الى الروح الفرنسية: (يطمع هذا الكتاب في ان يمثل دور المبدع في مسرحنا الجديد، ولكن ما هو هذا المسرح الجديد؟ انه مسرح نصف روحه فرنسية. . . ولعل صاحبنا لا يحفل بهذه الصفات ان لاءمت الروح الالمانية او لا؟ وهو لو انعم النظر في اثارنا القديمة لاوحت اليه ان الادب الانجليزي هو اكثر ملاءمة لروحنا، واننا نتوق الى التامل والتفكر اكثر مما يسمح به الادب الفرنسي لنفسه، وان الادب الذي تتمثل فيه الروعة والعظمة والظلمة هو اكبر سلطانا علينا من ادب الرقة واللوعة والحب، وان البساطة في الادب لتضنينا اكثر من حالاته المركبة المهوشة. . . يجب عليك ايها المؤلف ان تخط لك طريقا يحملك الى

<<  <  ج:
ص:  >  >>