للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كنت معه يوماً، وكنا جالسين في حديقة البيت، فبصر بالخادم، فصاح به (ليس هكذا؟)

فانتفض الخادم ودار حول نفسه، وقال بلهجة الممتثل لقضاء الله فيه ولاستبداد هذا المجنون به:

(أفندم؟)

قال الشيخ: (ليس هكذا)

فعاد الخادم يسأل (أفندم؟)

فقال الشيخ مفسراً: (أقول ليس هكذا. ارفع رأسك وافتح صدرك. ألم أنهك أن تمشي متخلعاً؟)

فقال الخادم معترفاً: (أيوه يا أفندم؟)

فصاح به الشيخ: (قل نعم يا جاهل! أو بلى)

فاستغرب الخادم وسأل بلهجة المنكر: (بلى؟)

قال الشيخ (بلى)

فعاد الخادم يسأل (بلى؟)

قال: (نعم بلى! ماذا تظنني أقول؟)

قال الخادم: (بلى!)

قال الشيخ: (إذن قلها)

فحاول الخادم أن يعيدها ولكنه نسيها فجعل يقول: (أ. أ. بـ. بـ. . . وحك رأسه.

فأنكر الشيخ ضعف ذاكرته وقال: (نسيت بسرعة؟)

فتذكر الخادم وقال: (أ. . . بلى)

فعاد الشيخ يصيح: (مدهش! قل (لا) في هذا الموضع)

فظن المسكين أن عليه أن يردد كل ما يسمع فقال: (لا في هذا الموضع)

فضجر الشيخ وصاح: (ماذا كنت قبل أن تجئ إلى هنا؟ ببغاء؟)

فكرّ الخادم مسرعاً إلى الأولى استرضاء للشيخ وقال (أ. . . أ. . . بلى)

فيئس الشيخ وقال وهو ينظر إليّ (لا فائدة. . . لا فائدة!)

وحسب الخادم أن الكلام له فقال: (بلى.)

<<  <  ج:
ص:  >  >>