للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في يده من القوات المتيسرة وناط قيادتها بخالد

قوة الجيش:

إن الرواة على عهدنا بهم لم يرووا لنا مقدار قوة المسلمين التي احتشدت بقيادة خالد بن الوليد في ذي القصة. والمصدر الوحيد الذي يذكر لنا قوة خالد هو أبو حبيش، إذ يروي لنا أنها كانت تبلغ أربعة آلاف مقاتل حركته إلى بزاخة

وكان الجيش على ما سبق بيانه مؤلفا من القوة التي جمعها أبو بكر من القبائل المجاورة للمدينة على جناح السرعة الهجوم على المرتدين في ذي القصة بعد تهديدهم للمدينة، ومن القسم الذي التحق به من جيش أسامة بعد عودته إلى المدينة قبل الهجوم على الأبرق. ومن الواضح أن البعض منة تخلف عن الالتحاق ليقضى مدة من الزمن بين أهله بعد أن غاب عنهم مدة شهرين في سفرة إلى الشمال

والذي يظهر من رواية سيف أن أبا بكر لما عاد إلى المدينة أرسل هذا القسم المتخلف أيضا إلى ذي القصة. وبعد التحاقه أصبح جيش خالد أربعه آلاف أو أكثر. وكانت قوة الأنصار وحدها تبلغ زهاء خمسمائة مقاتل. أجل، إن هذا العدد ضعيف بالنظر إلى المهمة الخطيرة المنوطة به. إلا أن تجانس القوة في هذا الجيش وصلابة المعتقد فيه، وتفرق كلمة القبائل المرتدة جعلته أهلا للعمل

منطقه الحركات:

يحد المنطقة التي جرت فيها الحركات من الشرق، الدهناء، وهي الساحة الرملية الممتدة من الشمال الغربي إلى الشرق الجنوبي في شرقي القصيم. وكانت الدهناء ولا تزال المفازة التي تفصل أرض السواد (أعني العراق) عن بلاد نجد. ويحدها من الشمال جبل شمر أعني بلاد طيء المرتفعة التي تمد جبالها على ما سبق من الشمال الشرقي. إلى الجنوب الغربي، وأخطرها جبلا سلمى في الجنوب وأجا في الشمال، وفيها وديان كثيرة أجلها شأناً وادي حائل، وهو يبدأ من بزاخة طيء بشعاب متعددة، ويفصل الجبلين أحدهما عن الآخر حيث تنصب فيه عدة شعاب من الشمال والجنوب وتغمرة بالمياه في موسم الأمطار. وقد شيدت على جانبيه القرى التي ترتوي بمياه الآبار المنصرفة إليها من الجبال. ولما كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>