للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المناظر اجتماعهم وعملهم؛ فقد استأجروا شقة خاصة في منزل أحدهم أعدها لهم أولهم وظلوا يجتمعون ليل نهار يقرءون وينقدون ويراجعون إلى أن يدركهم الملل فيناموا وقد بلغ منهم الجهد حتى إذا أتموه بعد عناء قدموه للطبع، ولم يكن في اللجنة ما يكفي للأنفاق عليه فاقترضت اللجنة من بعض الأعضاء ما يكفي لذلك

لم يكن في مال اللجنة ما يكفيأيضاًلاستئجار مكان خاص فكان مجلس الإدارة يجتمع في بيت أحد الأعضاء وأكثر ما كان ذلك في بيت عبد الحميد أفندي العبادي بالحلمية أو بيت محمد أفندي خلاف كذلك - وأحياناً يجتمعون في مقهى قلّ زواره - ولما أنشئت نقابة المعلمين أساتذتها اللجنة في أن تجتمع فيها فأذنت، وكانت الجمعية العمومية لها تنعقد في إحدى المدارس الأهلية كالإعدادية ووادي النيل

كذلك لم تكن تستطيع أن تستأجر مكاناً تخزن فيه كتبها فكان كل مؤلف يخزن كتابه في بيته ويبيع منه ما طلب ويعمل حسابه بنفسه ويقدمه للجنة

ثم اتفقت اللجنة مع مكتبة أن تودع فيها كل كتبها في نظير خصم اكبر على ما يباع - وكان أحد الأعضاء يتولى حساب اللجنة على طريقة ساذجة بسيطة. وقد كانت هذه الأعمال كلها مما يعرض اللجنة للضياع والانحلال لولا ما ملئ به أعضاؤها من صدق وإخلاص وثقة

أخذت اللجنة بعد ذلك تنمو تدريجياً فزاد أعضاؤها حتى بلغوا الآن بضعاً وسبعين، وزاد إنتاجها واتسع عملها وكثر مالها فاتخذت لها مركزاً، وكان أول ما فعلت ذلك إنها استأجرت مكاناً في شارع الأمير يوسف بالحلمية القديمة بثلاثة جنيهات شهرياً اتخذته مخزناً ومكاناً للأدارة، ثم انتقلت منه إلى مكان في شارع غيط العدة، ثم إلى مكان في شارع المبدولي، ثم في شارع الساحة، ثم في مكانها الحالي. ونظمت دفاترها واستخدم لها العمال ليقوموا بحسابها على الطراز الحديث

ومما يلاحظ إنها بدأت أول أمرها بالكتب المدرسية لرواجها، ولتكوين دعامة مالية، لها ثم توسعت بعد ذلك فلم تبال ما تطبع متى وثقت به من الناحية العلمية ولو كان الكتاب كتاب الخاصة كما فعلت في ترجمة كتاب الأخلاق لأرسطو، والبصريات كما يلاحظ أن اكثر أعضاؤها واوفرهم إنتاجاً كان من المعلمين، لأن طبيعة عملهم جعلتهم اكثر اتصالاً بالكتب،

<<  <  ج:
ص:  >  >>