للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الباشا على ما وصفنا، وفي ضلوعها قلب يفتت من كبدها، ويمزق من أحشائها.

وبينما تناجي بنفسها وتعجب من سخرية الأقدار بالباشا والبك، وتستحمق أباها فيما أقدم عليه من نبذ كفئها لعجزه عن مهر باشا، وإيثار هذا المهر الطيني، وتباهيه به أمام الناس، واندرائه بالطعن على من ليس له لقب من ألقاب الطين - بينا كذلك إذا بالزبال، كانس التراب والطين يهتف في جوف الليل يتغنى:

يا لِيل، يا لِيل، يا لِيل ... ما تِنْجِلِي يا ليل

القلب أهُو راضِي ... لَكْ حَمدي يا ربي

مِنِ الهمومْ فاضِي ... افرحْ لي يا قلبي

يا دُوبْ كِدا يا دُوبْ ... زَيِّ الحَمامْ عَايِشْ

ما يِمْتِلِكْ غِيرْ تُوبْ ... طُولْ عمرُه فِيهْ نافِشْ. . .

يا لِيل، يا لِيل، يا لِيل ... ما تِنْجِلِي يا ليل

إن قلت أنا فَرْحَانْ ... دا مِينْ يِكَدِّبْنِي

وأكْتَرْ مِنِ السلطانْ ... فرحانْ أنا بابْنِي

بِينِ السيوف يا ناسْ ... لَمِ أنكَسَرْ سِيفي

وابْنِ الغِنَى مِحْتاسْ ... وأنا على كِيفي. . .

يا لِيل، يا لِيل، يا لِيل ... ما تِنْجِلِي يا ليل

وابنِ الغِنَى فِ هْمُومْ ... والخالي خالي البالْ

والفقْر ما بِيْدُومْ ... وتْدُومْ همومِ المالْ

يا طِيْر، يا طِيْر، يا طِيْر ... الحُرّ فُوْقِ اللُّوْمْ

والخِيْر، جميعِ الخِير ... لقْمَهْ، وعافْيَه، ونُوْمْ

يا لِيل، يا لِيل، يا لِيل ... ما تِنْجِلِي يا ليل

ولم تختر الأقدار إلا زبالاً ترسل في لسانه سخريتها بذلك الباشا وبنت ذلك الباشا. .!

وكسْرُ قلبٍ بكسرِ قلبٍ ... وحَطْمُ نَفْسٍ بحطْم نفسِ

ورُبَّ عِزٍّ تراه أمسى ... كُنَاسةً هُيِّئَتِ لِكَنْسِ. .!

(طنطا)

<<  <  ج:
ص:  >  >>