للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المؤلف كتابه في رأس البر ثم انتقل بنا إلى السويس فبور سعيد فالإسماعيلية فالإسكندرية، وختم الكتاب بفصل رقيق هو حديث العودة. أجمل ما يحسه القارئ في هذا الكتاب تلك الروح الهادئة التي تتجلى في سطوره أشبه بالنسمة الهادئة تهب عليك في ليالي الصيف وأنت في معزل على الشاطئ. وأنك لتحس من هذا الشاب بميل شديد إلى القصص. ولقد أحسن صنعاً بإيراده خواطره في المصايف على تلك الصورة التي تجدها في كتابه، فلقد كان يأتي بها مرة على طريقة الحوار بينه وبين فتاة كان قد عرفها في الخرطوم ودار على ذكرها كتابه الأول (الحياة الثانية)، ومرة كان يتبع طريقة المراسلة، مما أبعد كتابه عن الملال وأكسبه كثيراً من الجاذبية والظرف.

ولئن كان لي أن آخذ على إبراهيم شيئاً وهو في صدر حياته الأدبية فهو أنه يجتهد في تقليد أحد كبار الكتاب عندنا تقليداً يظهر في أسلوبه وفي طريقة الدخول على موضوعه وتوجيهه ويخشى منه على أصالته وشخصيته، وهو في غنى عن هذا فله كما ذكرت استعداد قوي. نعم لا جناح عليه أن يحذو حذو من تأثر به في تجويد فنه والعناية بآثاره، ولكن على أن يحتفظ مع ذلك بشخصيته وروحه.

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>