للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يقول ضرار بن الأزور في يوم اليمامة:

ولو سئلت عنا جنوب لأخبرت ... عشية سالت عقرباء وملهم

وسال بفرع الواد حتى ترقرقت ... حجارته فيها من القوم بالدم

بعد المعركة:

بدأت المعركة صباحاً على ما ذكرناه فيما تقدم وانتهت عصراً ولم يبق وقت للمطاردة. وقد نهك التعب قوى المسلمين وأضاعوا خيرة رجالهم، واستشهد اكثر حفظة القرآن. لذلك نجزم أن المسلمين قضوا ليلتهم في جوار الحديقة للترويح عن أنفسهم من عناء الحرب، تأهباً للمطاردة في اليوم التالي. ومع أن نتيجة المعركة كانت فاصلة لم تزل أرياف اليمامة في الخلف (وفيها المؤن والذخائر والقسم الذي لم يشترك في القتال من بني حنيفة)، والقرى في الأرياف جميعاً منيعة وفيها الحصون والأبراج

ويذكر الطبري نقلاً عن سيف بن عمر أن عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن إبي بكر طلبا من خالد أن ينزل بالناس على الحصون. وكانا يقصدان بذلك ألا يترك مجالا للبقية الباقية من بني حنيفة لتستعد للمقاومة. أما خالد فلم يشأ محاصرة الحصون، بل رجح أن يوفد سريا الخيالة إلى الأطراف لتلتقط من ليس في الحصون، وكان يعلم أن منازلة الحصون تكبد المسلمين ولا سيما انهم اطلعوا على كبر المصيبة بعد أن تفقدوا القتلى. وكان من رأيه أن يلقي الرعب في قلوب بني حنيفة ويدهشهم بسرايا الخيالة التي تتجول في حيهم وتقبض على كل من تلقته. وشأنه في ذلك شأن القواد الذين لا يريدون أن يضيعوا الوقت في الحصار، ويتركوا فلول أعدائهم يفلتون من يدهم.

ولقد أصاب خالد في رأيه، لأن سريا الخيالة أصابت فحوت ما وجدت من مال ورجال ونساء وصبيان، فضمها إلى الغنائم في المعسكر

الصلح

اثبت خالد في عقده الصلح مع أهل اليمامة أنه سياسي حازم بقدر ما كان قائداً محنكاً

انتهت المعركة وقد خسر المسلمون خيرة رجالهم من الصحابة

أما القبائل فقد قتل منها رجال كثير. فالعراك من الصباح إلى العصر بتلك الشدة والمقاومة

<<  <  ج:
ص:  >  >>