للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تاريخ الأدب الألماني]

بقلم إبراهيم إبراهيم يوسف

تمهيد:

عنى أبناء العروبة في عشرات السنين الأخيرة بدراسة الآداب الغربية دراسة توحي الاطمئنان نوعا إلى ما سوف يكون عليه الجيل المقبل من تنوع الثقافة. وكانت آداب لغرب في نظر المتأدبين منا في بادئ الأمر هي الآداب الفرنسية وحدها، ثم انتهى بهم الأمر، وذلك منذ ربع قرن أو نحوه، إلى الأخذ بدراسة الآداب الإنكليزية أيضاً، وبذلك اتسع نطاق معرفة الآداب الغربية بعض الشيء. ولكن برغم هذا فإننا ما زلنا في مستهل الطريق. ولعل الخطوة الطبيعية التي تتلو ذلك ويتبعها المتأدبون في الشرق الأدنى والأوسط، ولا تكون إلا دراسة الآداب الألمانية دراسة جامعة، بعد أن أخذوا بقسط غير قليل من الآداب الفرنسية والإنكليزية. . . نعم لقد ظهرت بوادر هذه الدراسة في مصر منذ عشر سنين أو تزيد، إلا أنها كانت دراسات موجزة لا تتفق وعظمة الآداب الألمانية ووفرة كنوزها وارتباطها بالآداب الغربية والشرقية على السواء، ومن أجل ذلك كله حق لبعض من عكف على دراسة الحياة الأدبية في مصر وبقية بلاد الشرق العربي أن يقول عنا بأننا اقل الشعوب المتمدنة إلماماً بالآداب الألمانية. . . والواقع أن هذه الظاهرة لا تلائم بغية المتأدبين، إذ أول واجباتهم نحو الأدب بالذات أن يحيطوا علماً بالآداب العالمية، وليس من ينكر بأن للألمان صرحاً فيها مازال، وسيبقى، موضع فخر الأدباء في كل صقع. . .

لهذا كله ونزولاً على إرادة بعض من أجلهم، رأيت أن أكتب في هذا الباب، عسى أن أوافق إلى إثارة الرغبة عند كرام القراء في الإطلاع على الآداب الألمانية، بقدر توفيقي إلى استمالة الأدباء للإكثار من نقل غرر الآداب الألمانية

مقدمة:

لا تخلو الآداب الألمانية في أطوارها التاريخية من صفات عامة مشتركة بينها وبين الآداب الأوربية الأخرى. نعم إن عصور ازدهار الآداب الألمانية وعصور سقوطها لا تسير مع العصور التي تماثلها في آداب فرنسا أو إنكلترا أو إيطاليا، ولكن ليس معنى ذلك إن الآداب

<<  <  ج:
ص:  >  >>