للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

معكما!)

فقال الخبيثة: (ماذا جرى بينكما. . . إلا أن يكون هذا سرا لا تحب الإفضاء به)

فقلت: (لا لا لا. . . وعلى أنه لم يجر بيننا إلا ما يجري بين الزوجين. . اعني عادة!)

فقالت توحة وهي تضحك: (إن الذي تعنيه أختي. . .)

فسألتها (أختك؟)

فقالت (نعم أختي. . . من كنت تظنها؟)

فقلت (كنت أظنها. . . إ. . . أ. . . أختك)

فأضحكهما هذا التخليط، وضحكت معهما، ولما قرت الضجة قلت:

والآن يا أختها بأي اسم تخاطبين نفسك حين تنظرين في المرآة؟

فقالت: (أتريد أن تعرف اسمي؟)

فأردت أن أستفزها فقلت: (لا (بفتور) يكفي أن أعلم إنك أخت توحة)

ولكنها كانت أخبث مما توهمت، فقالت:

(نعم كفاية. والآن ألا تحدثنا عن سبب انفصالك عن زوجتك؟ إنها صديقتنا من أيام الدراسة، وقد آلمنا ما وقع، ولكن لعل لك عذرا)

فحمدت الله في سري على جهلها بي وبزوجتي، وأيقنت أني آمن معهما، ولكني مع ذلك حاولت أن أزحزح الحديث عن هذا الموضوع فقلت:

(هذا شيء مضى، ومن العبث الكلام فيه)

فقالت أخت توحة: (مسكينة!)

وقالت توحة: (ما أفظع الرجال! يأكلون المرأة لحما، ويرمونها عظما)

وألقيت نفسي غرضا لسخطهما ونقمتهما، فضاق صدري وقلت:

إني لم أكن أعجب أن أقول شيئا، ولكن الرجل لا يستطيع أن يظل يحتمل طول عمره أن يرمي بصحاف الطعام الملآى.

فصاحت توحة: (إيه؟ ماذا تقول؟)

وأعجبني صوتي، وسرني أني تبينت آية الدهشة في وجهيهما فمضيت أقول:

لقد كانت تتناول قطتي البيضاء وتلعب بها الكرة، أو تمسكها من ذيلها وتطوح بها ذراعها،

<<  <  ج:
ص:  >  >>