للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تلفتُّ حولك مستنجداً ... فلم تلق حولك غير الفَشَلْ

إلى أن تلقى زمام الأمور ... بمصر من الشرق فرد بَطلْ

فأحيا بواديُك مَيْتَ الرجاء ... وقد دهش الدهر مما فَعَلْ

تفيَّأت حيناً ظلالَ النعيم ... إلى أن دهاك المصاب الجَلَلْ

فجاس العدو خلال الديار ... وغالتك يا نيل شر الغِيَلْ

حباك الوعودَ ولكنه ... أقام لديك السنين الطُّوَلْ

فيوماً يمد حبال الرجاء ... ويوماً يثير عقيم الجَدَلْ

ويوماً يجيئك مستأسدا ... يجرب فيك صنوفَ الوَهَلْ

ألم تر بالأمس كيف افترى ... وكيف تعامى وكيف خَتَلْ؟

وكيف رماك بأدهى الخصوم ... وكان بواديك أصل العِلَلْ؟

لقد بات يتلو حديث الوفاق ... وهل يخطبُ الذئب وُدَّ الحَمَلْ؟

مللنا لعمريَ هذا النفاق ... وملنا إلى الجد بعد الهزَلْ

وَقمنَا نحطمُ عنا القيود ... وَنخلع عنا رداء الكسلْ

تحركْتَ بالأمس مستعدياً ... وأنكرت يا نيل عهد الخَطَلْ

وقد كنت قبلُ مِثالَ الهدوء ... ولكن أثارك طولُ الزَّللْ

وشعبك مثلُك في صمته ... وإن حسبوه سكوتَ الوَجَل

وما قرَّ موجُك إلا استجم ... وما إن تناقص حتى كَملْ

وما نسِيَ الشعبُ تاريخَه ... وما نام عن مجده أو غَفَلْ

أبيٌّ وإن دهمته الخطوب ... فتىٌ وان زعموه اكتَهَلْ

سرى فيه يا نيل منك الخلود ... وأُلهمَ مثلك حبَّ العمل

وما كان سِرُّكَ مُسْتَحْدَثا ... وما كان مجدُك بالُمنتحل

سيمضي الزمان على جانبيك ... وتبقى كما كنت منذ الأزل

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>