للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جلد مصحف منها مئات الجنيهات فلم يظفر به. ورأبت ورقة واحدة من مصحف في طول قامة الرجل الطوال. وبها سبعة أسطر بخط الأمير بايسُنقر

وقد شهدنا في مدينة المشهد افتتاح مستشفى الشاه رضا وهو مستشفى كبير بأجهزة حديثة، ومعرض صناعات خراسان، ورأينا ألعاباً رياضية كالتي رأيناها في ميدان سلطنت آباد بطهران وقد وصفها آنفاً. وكانت حفلات للغداء والعشاء دعا إليها رئيس الوزراء ومتولي الحرم الرضوي، ألقيت فيها خطب كثيرة. وزرنا مدفن نادر شاه، وهو البطل الكبير الذي رفعته همته من رعي الغنم إلى رعاية الأمم، والذي أخرج الأفغانيين من إيران، ودبر الأمور باسم الصفويين حيناً، ثم استبد بالأمر وتسمى نادر شاه، ثم فتح أفغانستان والبنجاب وغنم كنوزاً لا تحصى من دهلي، واضطر الدولة العثمانية إلى مصالحته على ما أراد لدولته، وتوفي سنة ١١٦٠ بعد أن سيطر على إيران عشرين سنة - دخلنا حديقة واسعة في وسطها بناء مرتفع قليلاً يشتمل على حجرات عدة، دخلنا واحدة منه فقيل هنا دفن نادر شاه وسيشاد له قبر هنا

طوس:

على خمسة وعشرين كيلاً إلى الشمال من مشهد، آثار المدينة الكبيرة التي كانت من أعظم مدن خراسان، والتي نشأت جماعة من كبار العلماء والأدباء: مدينة طوس: وطوس اسم إقليم في خراسان كان فيه مدينتان كبيرتان: طابران ونوقان. فأما طابران فقد اتسعت ونبهت حتى سميت طوساً باسم الإقليم كله، وبقي اسم طابران على إحدى محلاتها. وأما نوقان فكان على مقربة منها قرية سناباذ التي دفن فيها الرشيد العباسي والرضا العلوي فنمت حتى صارت مدينة المشهد الحاضرة واتصلت أبنيتها بنوقان ونسخت اسمها

وقد اشتبه أمر طوس ونوقان على بعض الجغرافيين فقالوا إن مدينة طوس مدينتان: طابران ونوقان. قال ياقوت، عن طوس: (وهي مدينة بخراسان بينهما وبين نيسابور عشرة فراسخ تشتمل على بلدتين يقال لإحداهما (طابران)، وللأخرى (نوقان)) والحق أن لإقليم طوس مدينتين كبيرتين هما طابران التي سميت طوس ونوقان التي اندمجت في مشهد كما قدمت. وكان لطوس شأن في التاريخ الإسلامي، وتقلبت بها الغير حتى خربها ميرانشاه ابن تيمورلنك سنة ٧٩١هـ

<<  <  ج:
ص:  >  >>