للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسألتها:

(وكيف حالها؟ بخير إن شاء الله!)

قالت: (حالها؟ من؟)

قلت: (المدموازيل إيلين؟)

قالت: (المدموازيل. . .؟)

قلت: (آه. . . بنتك. . . أليست بنتك؟)

فقالت: (بنتي؟ عن أي شيء تتكلم؟)

فتشجعت وسألت: (أليس هذا بيت المدموازيل إيلين؟ معذرة إذا كنت مخطئاً!)

قالت: (بيت المدموزيل ايلين؟ ماذا جرى لعقلك؟ من أنت؟ أنها خادمة هنا!)

فأحسست أنه لم تبق لي قدرة على المضي في هذا الحوار، فاعتذرت لها مرة اخرى، وفررت

وصرت في الطريق، فأخرجت المنديل، وأقبلت على وجهي أمسح العرق المتصبب عنه في الشتاء، وإذا بالفتاة تقول بأرخم من صوتها الأول:

(سعيدة. . . هذا بوبي)

ومدت لي يديها به، فلم أتناوله، وتركته على كفيها وسألتها:

(هل أنت إيلين؟ قولي بسرعة!)

فقالت وهي متعجبة: (إيلين؟ كلا. . . إني. . . .)

فقاطعتها: (لا تقولي شيئاً. . . . هذا حسبي. . يكفي. . . . انك لست إيلين.)

قالت: (ولكني لا أفهم. . . .)

قلت: (ستفهمين كل شيء. . . بعد أن أتنفس وأشكر الله)

ثم قصصت عليها الحكاية، فضحكت، ولما سكنت الضجة، واستطاعت أن تتكلم أخبرني أني غلطت، وأن هذا مسكن جيران، وأن كلبهم كان قد ضاع، فرده عليهم بعضهم، وأن هذه السيدة الضخمة لابد أن تكون قد استرابت بي، وشكت في أمري، لأنها تعرف الذي أعاد الكلب، ففهمتُ السبب فيما بدا مها من الجفوة، ولماذا تركتني واقفاً على عتبة الباب وأبت أن تدعوني إلى الدخول

<<  <  ج:
ص:  >  >>