للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخرج الليث إلى العراق سنة ١٦١

قال أبو صالح: خرجنا معه من مصر في شوال وشهدنا الأضحى في بغداد، وقال لي الليث ونحن في بغداد: سَلْ عن قطيعة بني جدار، فإذا أرشدت إليها فاسأل عن منزل هُشيم الواسطي

فقل له: أخوك ليث المصري يقرئك السلام، ويسألك أن تبعث إليه بشيء من كتبك

فلقيت هُشيما فدفع إلى شيئاً، فكتبنا منه وسمعته مع الليث، وكان الليث قد كتب من علم الزهري كثيراً، قال: فأردت أن أركب البريد إليه إلى الرصافة فخفت ألا يكون ذلك لله فتركته

أي أنه آثر أن يروي عنه بالواسطة خشية أن يكون في ذهابه إليه وسماعه منه حظ نفسي، فلا يكون ذلك خالصاً لله وحده

وسمع من سعيد المقبري ويونس بن يزيد وغيرهم وسمع منه خلق كثير

منزلة عند العلماء

قال الإمام أحمد بن حنبل: ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث، لا عمرو بن الحارث ولا أحد. ثم قال: الليث بن سعد؟ ما أصح حديثه! وجعل يثني عليه

فقال رجل لأبي عبد الله (يعني أحمد). إنسان ضعفه فقال: لا يدري

وقال مرة: ليس فيهم (أي أهل مصر) أصح حديثاً من الليث وعمرو بن الحارث يقاربه

وقال الإمام الشافعي: الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به، أي لم يدونوا علمه، ولم يحرروا مذهبه فضاع واندثر

وقال: ما فاتني أحد فأسفت علي ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب

وقال ابن حبان (في الثقات): كان من سادات أهل زمانه فقهاً وورعاً وعلماً وفضلاً وسخاء

وقال ابن أبي مريم: ما رأيت أحداً من خلق الله أفضل من ليث، وما كانت خصلة يتقرب بها إلى الله عز وجل إلا كانت تلك الخصلة في الليث

وقال أبو يعلى الخليلي: كان إمام وقته بلا مدافعه

وقال يحيى بن بكر: ما رأيت فيمن رأيت مثل الليث، وما رأيت أكمل منه؛ كان فقيه البلد، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو والحديث والشعر والمذاكرة (إلى أن عد خمسة عشرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>