للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

همو جهلوا منها علوماً كثيرة ... وفاتهمو منها المعين المجدد

وما قدروها في اللغى حق قدرها ... وكانوا أناساً للأباعد أخلدوا

وآياتها في كل يوم وليلة ... تثنى، ولكن بالمحامد تفرد

أرادوا، وظلم ما أرادوه بين، ... بما لم يكونوا فاعلين ليحمدوا

إذا نظروا للأقدمين مقالة ... ولم يفهموا، قالوا: كلام معقد

وإن لمتهم يوماً أشاحوا بوجههم ... وأرغوا كما يرغى البعير وأزبدوا

همو زعموا أن الزمان مؤخرٌ - وما لزمان في تأخرنا يد

ولكنه لما وهى حبل خُلقنا ... مشينا كما يمشي الأسير المقيد

لقد مُنيت أم اللغات بفتيةٍ ... طعام على أعلامها تتمرد

وقد أشربوا حب الأعاجم فانبروا ... إلى هذه الفصحى سهاماً تسدد

تواصوا بسرٍ وهو كتمان فضلها ... وقالوا بأنا معشر لا تقلد

وقالوا لقد ضاقت عن العصر حاجها ... وفي وجهها باب الثقافة يوصد

وقالوا بأنا أنجبتنا معاهد ... وأوحت إلينا يا بني العصر جددوا

وما هو تجديد فنكبر أمره ... ولن دعاوى منهمو وتزيد

وهل ينبغي التجديد إلا لعالم ... له في فنون الضاد رأي مسدد؟

قضى زمناً في البحث والدرس جاهداً ... فقرت له الفصحى بما هو مًورد

حوى قصبات السبق في جيله وهل ... حوى قصبات السبق كسلان قٌعْدُد

أقول لمن قالوا شهدت لها وقد ... تغاليتَ فيها. لكن الله يشهد

وهل كان إلا الله داع لرفعها ... وبنائها إلا النبي محمد

أرى الخرق يزداد أتساعاً بثوبها ... وعارٌ علينا ثوبها يتقدد

تمسك قوم بالجديد فاتهموا ... وعُلق بالعادي قوم فأنجدوا

وبين الفريقين استحرت كما ترى ... حروب. وخوفي أنها ليس تخمد

فما لبني الضاد الكريم تفرقت ... بهم سبل والحق لا يتعدد

ومرشدهم ضل الطريق فما عسى ... يكون سوى الخسران إن ضل مرشد؟

الشعر

<<  <  ج:
ص:  >  >>