للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تصوفه الغريزي المبهم، ويؤوب من تلك المدينة إلى الحياة الحقيقية، وهو أشد حماسة وأكثر تأهباً للمعركة التي يشنها في سبيل الحياة

على أن هذا المذهب، (مذهب التشاؤم) قد لقي خصوماً ألداء ممن قارعوه الحجة بالحجة، ونازلوه نزالاً عنيفاً؛ وحق للفلسفة كلها أن تجمع أحزابها وشيعها على محاربة (مبدأ خطر) إذا فشا هدم كل أمل في البشرية، وقضي على كل جهادها الطويل. وقد انضوى (الماديون) تحت لواء المعارضة، وكان أشهرهم (أوجين دوهريك) الذي وصل إلى هذه الفكرة السامية: (بأن الحياة بمجموعها جميلة، في أفراحها وفي أتراحها، على أن نتناولها كما هي بعُجرها وبجرها، لا نحاول تغيير سنتها، ولا تبديل طبيعتها، ولا نطلب إليها أن تمنحنا مالا تقدر على منحه، لأنها سائرة إلى غايتها التي لا تبالي بغايتنا، وأن في تمردنا على نُظمها شقاءنا، وفي رضانا عن مذهبها نعيمنا

(يتبع)

خليل هنداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>