للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على الشاطئ بمحضر من اللورد بيرون وبعض الأصدقاء ودفن رمادها في مقبرة البروتستنت في روما وقد كتب على قبره هذه الكلمة (قلب القلوب)

جون كيتس

١٧٩٥ - ١٨٢١

يرقد كيتس حيث يرقد رماد شلي في مقبرة البروتستانت في روما، وقد نقش على قبره تنفيذاً لرغبته هذه الجملة (هنا يرقد من أشبهت ذكراه سفراً ألقى في الماء)

ولد من أبوين غير شاعرين، فكان والده يعمل في إسطبلات الخيل المعدة للإيجار في لندن، ولكن سرعان ما أصبح هذا الشاعر (اللندني) شاعر اليونان الحديث، سرعان ما أصبح هذا الطبيب (تحت التمرين) رسول الجمال، وموجد المدرسة المنسوبة خطا إلى تنسون

اهتم كيتس بدراساته الطبية، ولكنه لم يجد لها طعماً، فهجرها عام ١٨١٧ وهو العام الذي ظهرت فيه مجموعته الشعرية الأولى، وفي عام ١٨١٨ ظهرت له قصيدة (أنديميون فانتقدتها المجلة (الفصلية) ومجلة (الغابة السوداء) انتقاداً لاذعاً سفيها آلم الشاعر كثيراً، ولكن هذا الظلم الأدبي ليس هو الذي عجل بموت كيتس كما ظن شلي، وإنما داء السل هو الذي كان علة موته الباكر

ظهرت أجود شعره عام ١٨٢٠، وفي ختام هذا العام رحل إلى (نايلز يرافقه صديقه (سيفرن) الذي وقف على العناية به امرأة طيبة، ظلت مخلصة في خدمته إلى أن توفاه الله في روما في شهر شباط سنة ١٨٢١

لقد نضجت عبقرية كيتس بسرعة مدهشة كما نضجت عبقرية شلي، وعلى الأخص ذوقه الفني إذ سرعان ما صلح، وسرعان ما كمل

قد تكون قصيدة (أنديميون غنية في الكلمات وفي الصور، أما فيما عدا ذلك فلم تكن بذات خطر. إنها تظهر رغبة الشاعر في جمال الأسلوب فحسب. ولكن إن نحن انتقلنا إلى مقطوعاته اليونانية الأخيرة التي وصفها بيرون بأنها (سامية سمو ايشيلوس) أدركنا الفارق العظيم بين شعره الأول وشعره الآخر الذي منه (لميا وهي قصة شاب اقترن بأفعى متخذة صورة امرأة جميلة، و (ايزابيلا) التي تكشف لنا عن مقدرة كيتس التامة في تأليف القصص الشعرية، (والأناشيد الستة) الباقية على الزمن

<<  <  ج:
ص:  >  >>