للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الدينية البالية دكاً، وحطمت العروش المستبدة الجائرة تحطيماً! ولم يمض عليها القرن، إلا قليلاً، حتى قيض الله لها أن ترفع راية الإسلام وتنشر ألوية السلام من أقصى البرنات إلى حملايا، ومن بوادي أواسط آسية حتى صحارى أواسط أفريقية؛ وما كنت تسمع صبحاً وظهراً وعصراً مغرباً وعشاء، إلا صوت المؤذن داعياً بقلب عامر بالإيمان: -

الله أكبر!

أشهد أن لا اله إلا الله!

أشهد أن محمداً رسول الله!

فيتقاطر المؤمنون كالموج الزاخر، متدافعين متسابقين، لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، إلى بيت الله، بيت الأمة، بيت الديمقراطية الحق؛

فما السر في تهافت العرب والأمم التي دانت للعرب على الإسلام؟!

إنه، وأيم الحق، لسؤال تقف دون تفسيره العقول النيرة حيارى. ولئن حاولنا في رسالتنا إلى الشاب المسلم المثقف أن نجلو هذا السر الغامض ونعلل هذه المعجزة الكبرى فإنما نحاول أن نظهر ناحية واحدة من نواحيها المتشعبة، هي (القوة في الإسلام): -

١ - القوة في المبدأ

٢ - القوة في الاتحاد

٣ - القوة في الأخلاق

٤ - القوة في الشخصية؛

وهي الناحية التي يفتقر إليها المسلمون في تنظيم شئونهم في هذا العصر، عصر القوة، بل عصر تنازع البقاء وبقاء الأنسب، حتى يتسنى لهم أن يعيدوا مجداً كاد يندثر، بما منيت نفوسهم من خور العزيمة، وضعف الهمة، وتذبذب الاهواء، والميول، وميوعة الأخلاق، وانحلال الشخصية، متوسلين إلى الله عز وجل أن يهدينا وإياهم سواء السبيل

١ - القوة في المبدأ

تأمل، رعاك الله، في تلك الوفود القرشية العربية التي هرعت إلى أبى طالب بعد أن ضاقت صدورها من سب الرسول صلى الله عليه وسلم آلهتها وآباءها، وبعد أن عيل صبرها من تسفيه أحلامها مهددة متوعدة ليكفه عنها، أو تنازله وإياه حتى يهلك أحد

<<  <  ج:
ص:  >  >>