للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

من أساطير الإغريق

بَنْدُورَا وسرقة النارُ المقدسة

للأستاذ دريني خشبة

(هدية الآلهة إلى الآنسات في جميع العصور!!)

توزَّعَ الآلهة تعمير الكون، فكانت الأرض من نصيب برومثيوس بن يابيتوس، أحد ذراري التيتان العمالقة، الذين حبسهم أبوهم خشية جبروتهم ومخافة بأسهم. . .

وطفق برومثيوس يفكر ويفكر، حتى بدا له أن يجعل في الأرض أناسيٌّ يخلقهم على صورِ الآلهة، فاستعان أخاه أبيمثيوس فهداه إلى الحمأ المسنون، أو الطينة البشرية، فخلقا منها الإنسان الأول، وذهبا إلى إيروس فنفخ فيه من روحه؛ التي هي الحياة؛ وقصدا إلى فنفثت فيه نفثتين، هما النَّفس والعقل.

وخلق برومثيوس رجالاً كثيرين على هيئة آدم الأول، وجلس على أكمة عالية يشرف على عبادة الصالحين!! ولشد ما كانت الكبرياء تشيع في أعطافه، كلما نظر فوجدهم يتحدثون بآلائه، ويسجدون له، حتى فكَّر في نعمة أخرى يسبغها عليهم فتكون أجزل النعم!

(النار! النار المقدسة تنفعهم وتُلين لهم حديد الحياة!).

(فلا ذهب إلى الأولمب ولأتحسَّس؛ فإذا استطعت أن أتغفَّلَ زيوس، فأني سارقٌ لهم قبساً من ناره التي آثر بها نفسه على سائر العالمين!).

ومع أن برومثيوس يعلم من أمر هذه النار ما يعلم، ومع أنه يعلم أنها محرمة على غير الآلهة، وأن كلُّ من استباحها لنفسه ممن عداهم تعرض لمقت الإله الأكبر ونكاله، فقد ذهب إلى الأولمب وتغفل زيوس، ودسَّ قبساً من النار في تضاعيف ثيابه، وعاد كالبرق إلى عباده المخلصين يقدم إليهم هديته التي سرقتها من أجواز السماء!.

ونظر زيوس من علياء الأولمب، فرأى النيران تتأجج هنا وهناك في أديم الأرض، ففطنا إلى السرقة المنكرة، وانقذفت من فمه المزبد رعود الغضب!

وارتجف الأولمب، وزُلزلت السماء، وارتعدت فرائض الآلهة، وأمر الإله الأكبر فأحضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>