للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن تاريخ رحلته واحسرتا قد أتفق: (جنت مقرا ولدي محمد فريدمك) (صارت الجنة مقر محمد فريدي) سنة ١٢٩٩

(٢) ليكن لك

ليكن لك ما غاب في العالم من جمال وحضر، وما ظهر من حُسن فيه واستسرّ، والسحائب بألوانها الباهرة، والصحارى بمرائيها الساحرة، وكل ما ترنم به العشق من غناء، وما إفاضه الوجد على ألسن الشعراء، وهذه الحدائق بنفحاتها ونغماتها، وهذه القبة المنيرة بشموسها وسياراتها، ومطلع الشمس في روائه، والقمر في لألائه والأزهار في حلل من الشفق، والأسحار مزدهرة في الغسق.

ليكن لك الجبال والبحار، والفلوات والأشجار، لتكن لك الدنيا دائمة السراء والسعادة والصفاء، ليكن لك في هذه الحياة كل ما تشائين، وليكن طوع أمرك ما تشائين، وليكن تحت طوعك ما تحبين.

ولكن كوني أنتِ لي يا حبيبتي، كوني أنت وحدك لي.

(٣) قلت وأقول

قلت: لو إن الليل المظلم صار نهارا!

وقلت: حين أمضّي الشتاء: لو انه انقلب ربيعا معطارا!

قلت: ولو إن طودا تخلله الأشجار، وتزينه الرياحين والأزهار، مشرف على لجج البحار.

قلت: ولو هنالك صحارى ومروجا تمرح فيها الطير والحملان.

قلت: ولو وقعت في الصحراء الظباء، فكلما بصرت بي أجفلت وانطلقت حيث تشاء

قلت: ولو إن على الجبل شجرة دلب عتيقة ولو إني في ظلها وحيد، وعلى غصونها بلبل غريد!

قلت: ولو خلع القمر على الكائنات حلل الضياء، وغشت السكينة الأرجاء.

قلت: ولو إن الأرض كلها والسماوات معطرة الأرجاء مضيئة الجنبات.

قلت: ما كنت لأسعد بهذا كله إلا أن يسعد طالعي فيؤنسني حبيبي.

وأقول الآن: هب كل هذا ميسرا. إنه واحسرتا! ظل زائل، فلو ذهبت إلى عالم لا تحول

<<  <  ج:
ص:  >  >>