للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيء ولا يربحهم شيئاً. ذلك أنهم لا يطلبون إلا أن تزيد ثروتهم يوماً بعد يوم. وليس عند الطبقات العاملة في مختلف الأقاليم فكرة ما عن إمكان تحسين حالهم. واستغلال القوي للضعيف كأنه قانون طبيعي لا يجب أمامه إلا الاستسلام والخضوع. أما رجال الدين والرهبان وهم أصحاب السلطة العليا فأية مصلحة سيجنونها من نظام جديد؟ بقيت الشبيبة المتعلمة القليلة العدد التي تطلب العلم في جامعات أوربا وأمريكا، إنها تعود إلى بلادها خشنة الطباع كارهة للأجانب. على أن الفكرة القومية وحدها لا تكفي، إذ يجب أن تستخدم هذه الفكرة في تحقيق أمر من الأمور أو مبدأ من المبادئ. على أن المظنون إن استخدام هذه الفكرة في سبيل خدمة الحبشة سيكون أقل من استخدامها في سبيل الاحتفاظ بالحالة الراهنة من اقتصادية واجتماعية ودينية. وأمام هذه الحالة، فإن حدوث حرب ولو انتصرت فيها الحبشة، سوف لا ينتج إلا نصراً مؤقتاً. ليس في الحبشة فلاح واحد يقارن بين ما يحدث في أسواق بلاده وطرقاتها وبين الحالة التي يستطيع أن يراها وراء الحدود. أما حال العقيدة الدينية فمن المحقق أن الكنيسة القبطية في مصر تسودها الآراء الحديثة، وأن المعتقدات القديمة تفنى شيئاً فشيئاً تحت تيارات العقل المستنير. ومن المحتمل أن هذه التيارات والاتجاهات ستظهر أخيراً عند مسيحي الحبشة نظراً لموقع البلاد الجغرافي

(لموا)

ترجمة ع. ك

<<  <  ج:
ص:  >  >>