للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بأسه لشديد، وإنه لغالب، وانتهى به التفكير إلى حيث لم يعصمه الشرف المغلوب من سرف الهوى الغالب، ومضى ينفذ عزمه باختطاف الفتاة

ولم يعوزه النصراء في هذه الفعلة الهوجاء، إذ ظهر سيمون مرة أخرى على مسرح القصة. وليس أيسر على القاضي من أن يصطنعه بإخلاء سبيله وفك إساره لينال غرضه على ساعديه القويين فيختطف الفتاة، وليس أحب من ذلك إلى نفس سيمون فهو سينال حريته المسلوبة - لا شك في ذلك ولا مراء - وهو سينتقم لنفسه بنفسه من قرنه العنيد وخصمه المناجز بفجيعة أخيه في محبوبته واختطافها من بين أحضانه

وجيء إلى قاضي القضاة بسيمون وأصدقائه فوضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، وزودهم بالسلاح وآلات الكفاح وأخفاهم في مسكنه حتى تحين ساعة العمل

وأقبل يوم الزفاف: زفاف باسيمونداس إلى ايفيجينا وزفاف هرمسداس إلى كاسندار وأقبلت معه ساعة الانتقام وإشباع الشهوة: انتقام سيمون من باسيمونداس خصمه ومزاحمه، وإشباع شهوة قاضي القضاة من الفتك بهرمسداس مناوئه ومناجزه

وأحكم قاضي القضاة التدبير: فقسم أعوانه إلى فئات ثلاث: فئة اتخذت سبيلها إلى الشاطئ واجتسرت البحر بسفينة، وثانية كمنت عند باسيمونداس، وثالثة كانت تحت إمرة سيمون وقاضي القضاة اندفعت إلى مقصورتي العريسيين الأخوين فقتلتهما واختطفت الفتاتين وولت بهما الفرار

وكانت الفتاتان تبكيان، ولكنه كان بكاءً لا يدل على الأسى ولا على الحسرة فعيونهما كانت تنم عن رغبة ورضى

وسار الجماعة منتصرين مهللين إلى كريت وتزوج قاضي القضاة بفتاته كاسندار، وتزوج سيمون بمحبوته ايفيجينا، وأقبل عليهم أصحابهم وأوفيائهم يهنئون

وعاد سيمون بفتاته المحبوبة إلى قبرس، وحمل قاضي القضاة فتاته إلى رودس، وعاشوا في نعيم ورخاء، حتى أدركهم الفناء

(عن الإنجليزية)

اليوزباشي أحمد الطاهر

<<  <  ج:
ص:  >  >>