للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لقد أذللتني بشيئين: أحدهما أنك لم تذل لي، وجعلتني على تعليمي اشد جهلاً من الجاهلة. وقد نسيت أن المرأة المتعلمة تعرف ثم تعرف مرتين -: تعرف كيف تخطئ إذا وجب أن تخطئ، أما المعرفة الثانية فتوهمها أنت فكأني قلتها لك. .

اعلم (يا عزيزي رغم انفي)، أني إذا لم اكن غريزتك رغم انفك، فسآتي ما يجعلك سلفا ومثلا، وستكتب الصحف عنك أول حادث يقع في مصر عن أول رجل اختطفته فتاة!.

وبعد، فقد أرسلت روحي تعانق روحك فهل تشعر بها؟)

قال: فوجمت ساعة وتبينت لي خفتها، وظهر لي سفاهها وطيشها، فأسرعت إليها فجئتها فأجدها كالقاضي في محكمته، لا عقل له الأعقل الحكم القانوني الذي لا يتغير، ولا إنسان فيه ألا الإنسان المقيد بمادة كذا إذا حدث كذا، والمادة كذا حين يكون وصف المجرم كذا. . .!

فقلت لها أهذا هو العلم الذي تعلمته؟ ألا يكون علم المرأة خليقاً أن يجعل صاحبته ذات عقلين إذا كانت الجاهلة بعقل واحد؟

قالت: العلم؟

قلت: نعم، العلم

قالت: يا حبيبي، أن هذا العلم هو الذي وضع المسدس في يد المرأة الأوربية لعاشقها، أو معشوقها! ثم أطرقت قليلاً وتنهدت وقالت: والعلم هو الذي جعل الفتاة هناك تتزوج بإرشاد الرواية التي تقرؤها، ولو انقلب الزواج رواية. . . والعلم هو الذي كشف حجاب الفتاة عن وجهها، ثم عاد فكشف حياء وجهها، وأوجب عليها أن تواجه حقائق الجنس الأخر وتعرفها معرفة علمية. . . . والعلم هو الذي جعل خطأ المرأة الجنسي معفواً عنه مادام في سبيل مواجهة الحقائق لا في سبيل الهرب منها. . . والعلم هو الذي جعل المرأة مساوية للرجل، وأكد لها أن واحداً وواحداً هما واحد وكلاهما أول. . والعلم هو الذي عرى أجسام الرجال والنساء ببرهان أشعة الشمس. . . والعلم يا عزيزي هو العلم الذي محا من العالم لفظة أمس، لا يعرفها وان كانت فيها الأديان والتقاليد. . .

قال صاحبها: فقلت لها: كأن العلم إفساد للمرأة! وكأنه تعليم ممراتها ونقائصها، لا تعليم فضائلها ومحاسنها

<<  <  ج:
ص:  >  >>