للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقالت: (أنا واثقة أن الكتب لن ترتّب. وكل ما يحصل هو أن تخرجها وتكوّمها على الأرض وتتركها، فيغطّيها التراب، وتجتمع عليها الصراصير، فأعود إلى نفض التراب وطرد الصراصير. . . لا يا سيّدي! لن أسمح بهذا أبداً!) فنظرت إلى أخي وقلت: (أتسمع؟ إنها لا تسمح! فما رأيك؟)

قال: (الحق معها. ولو كنت أنا مكانها. . .) فلم أدعه يتم الجملة وصحت به: (أعوذ بالله!) فشكرني، وقال (إنما أعني. . .) فعدت إلى مقاطعته وقلت: (دع ما تعنيه، من فضلك، وحسبك إنك نغصت على حياتي!) فدهش وقال: (كيف؟)

قلت: (سأرى وجهك بعد الآن كلما نظرت إلى امرأتي. . . أعوذ بالله. . . يا ساتر يا رب. لطفك اللهم!) وقد حرصت على البطاقات، لأقيّد فيها أسماء الكتب مرتّبة على حروف المعجم، فما من هذا مفر، ولكن العقدة إن زوجتي تؤثّر الترتيب الحالي، وقد بلغ من رضاها عنه وخوفها عليه أن يضطرب أو يفسد، إنها أخفت مفاتيح الخزانات لا أدري أين؟ بارك الله فيها - أعني لا الخزانات.

إبراهيم عبد القادر المازني

<<  <  ج:
ص:  >  >>