للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمنحه الخلود في هذه الدار الدنيا، فأجيب إلى ما تمنى، بشرط أن يحل محله أحد أهل بيته إذا حضره الموت، وهنا تقدمت زوجه المخلصة ألسستيس فضحت بنفسها كي ينجو بعلها من الموت، وليخلد ما شاء له الخلود. وماتت الزوج الوفية فداء للملك. وينظر أرميتوس إلى ملكه الشاسع فيراه بغيضاً لا خير فيه؛ ويكون في حاشيته فيشعر بوحشة وانقباض كأنه يعيش في صحراء؛ ويقدم إليه الطعام فلا يكاد يسيغه؛ وترقص القيان بين يديه فيثرن في نفسه الاشمئزاز كأنهن جنة تدمدم في ظلام غابة. . .

ويبغض الدنيا. . .

ويود لو كانت زوجه الجميلة المخلصة إلى جانبه لحظة واحدة وتتلاشى الحياة بكل من فيها. .!!

لذلك يبكي الملك، ويبكي حوله شعبه الأمين!

ويذكر هرقل أنه وحده يستطيع أن ينفذ إلى هيدز - دار الموتى - فيستنقذ ألسستيس من براثن الفناء، ويردها معززة مكرمة إلى زوجها المسكين فيهدأ قلبه، ويرقأ دمعه، وتستقر نفسه، ويفيء إلى أمر هذا الشعب الذي تكبكب حوله يعول وينتحب. . .

ونفذ البطل إلى ظلمات الدار الآخرة، وسأل الأرواح الهائمة فدلته على منامة ألسستيس؛ فتغفل حارسها الجبار وخنقه، واختطف الفتاة الناعسة وفر بها دون أن تشعر به زبانية بلوتو

وعادت الطمأنينة إلى قلب الملك، ورفرف السلام على المملكة

هرقل وأومفاليه

وذهب هرقل يذرع الأرض، واشترك في حملة الأرجونوت ضد السنتور، وأنضم إلى الإغريق في حصارهم الأول لطروادة

ولقي رجلاً ذا خيلاء وكبر فقتله ظالماً، وكان زيوس ينظر من علياء الأولمب، فعبث وبسر، وقضى أن يظل هرقل في خدمة أومفاليه ملكة ليديا بضع سنين

وتجهم هرقل، ولكنه لم يكد يبدأ خدماته التافهة للملكة، حتى راعه جمالها، واستهوته مفاتنها، وأحس للمرة الأولى في حياته المشحونة بالمخاطر أن قبساً يتأجج في قلبه يوشك أن يجعله ضارماً

<<  <  ج:
ص:  >  >>