للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وقفة بالعقيق!]

للأستاذ على الطنطاوي

وقفة بالعقيق تطرح ثقلاً ... من دموع بوقفة في العقيق

ماثل بين أربع ماثلات ... ينزع الشوق من فؤاد علوق

البحتري

تتمة ما نشر في العدد الماضي

وأرى عروة وقد أقبل من سفره، فدخل القصر، وحار الناس كيف ينعون إليه محمدا، حتى جاء عيسى بن طلحة فدخل عليه، فقال عروة لبعض بنيه: اكشف لعمك عن رجلي ينظر إليها، ففعل

فقال عيسى: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا أبا عبد الله! ما أعددناك للصراع ولا للسباق، ولقد أبقى الله لنا منك ما كنا يحتاج إليه: رأيك وعلمك

قال عروة: ما عزاني أحد عن رجلي مثلك

قال: فإني معزيك بمحمد!

فوثب فزعا يقول: ما له؟

قال: لقد لقي الله

فاصفر عروة ثم جلس يسترجع ويقول:

اللهم أخذت عضوا وتركت أعضاء، وأخذت ابنا وتركت أبناء، فإنك إن كنت أخذت لقد أبقيت، وإن كنت ابتليت لقد عافيت!

ويتبدل المنظر فإذا أنا أرى قصر سعيد بن العاص الذي يقول فيه عمرو بن الوليد:

القصر فالنخل فالجماء بينهما ... أشهى إلى النفس من أبواب جيرون

وأرى فيه حركة وازدحاما، وأرى على الوجوه سحابة من غم، وعلى الجباه سطورا من كآبة، فأغشى القوم أسألهم وأعلم علمهم فإذا هم واجمون، لأن سعيد بن العاص يحتضر! وأي نبأ في المدينة أروع من موت سعيد؟ وفيه يقول الفرزدق:

ترى الغرّ الججاجح من قريش ... إذا ما الأمر في الحدثان غالا

<<  <  ج:
ص:  >  >>