للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بروكلمان، غويدي، غولد زهير، هيار، فمبري، زترستين، ناللينو، هوداس، موسل، بيكر، دي فو، ماسينيون، هرغروني، فولرس، ارنولد، مورتمان، لشالتييه، بوفا، كاباتون، هاليفي، مكدوبل، دوفال، بارت، ليفي، كازانوفا، شوفين، كولينيون، دافيدس، لامبروز، نافيل. لشككت في حسن الغاية من أعمال الكثير منها، ولحرصت على أن تقصر الثناء على بعضها في تحفظ واعتدال!!

كان الباعث الأصلي للأوربيين على تعلم اللغات الشرقية دينياً محضاً. فقد هالهم أمر العرب، وأدركوا سريعاً أن هؤلاء القوم الفاتحين إنما يريدون فيما يريدون الاستيلاء على أوربا بأسرها لنشر تعاليمهم الجديدة والقيام بما أوصاهم به سيدهم الأعلى ونبيهم الكريم محمد بن عبد الله، والتاريخ يحدثنا أنهم امتلكوا حقاً أسبانيا الواسعة، وأجتاحوا جزءاً كبيراً من جنوب فرنسا حتى مدينة بواتيه أو بلاط الشهداء كما يطلق عليها مؤرخو العرب، ثم احتلوا جزيرة صقلية وشرعوا في بسط نفوذهم الأدبي على إيطاليا. . . وإيطاليا كما تعلم معقل المسيحية الحصين، ومصدر أشعة الدين، فعزم الغربيون على أن يحاربوا الإسلام والشرق بكل قواهم متخذين جميع الوسائل الفعالة

لجأوا إلى السيف أولاً فقاتلوا وقاتلوا حتى إذا لم يفلحوا كل الفلاح ولم ينالوا ما يبتغون عمدوا إلى وسيلة أخرى أمرُّ من تلك وأدهى! فقد عقدوا مؤتمراً كبيراً في فينا عام ١٣١١ ميلادية ترأسه البابا كليمان الخامس، وقرروا أن تؤسس في باريس وبولون واكسفورد وسلمنكة مدارس خاصة تدرس فيها العربية والعبرانية والكلدانية لتخريج وعاظ أشداء يستطيعون تنصير المسلمين واليهود أو تشكيكهم فيما فيه مؤمنون. وأنشأ الدومينيكان والفرنسيسكان في أديارهم دروساً في هذه اللغات، فغدت إيطاليا في ذلك العهد موطن علم المشرقيات. على أنهم كانوا يعنون بصورة خاصة بالعربية والعبرية، يأخذون الأولى عن السوريين الموارنة كبني السمعاني، والثانية عن الأحبار الربانيين. فانتشرت العربية بين الطليان انتشاراً عظيماً، حتى أن تجار البندقية وجنوة وبيزا ونابولي كانوا ينظرون إلى أن تعلمها من الحاجات الماسة للحياة على نحو ما ننظر اليوم إلى اللغة الفرنسية أو الإنجليزية. وعقيب اختراع الطباعة كان قانون ابن سينا أول كتاب عربي طبع في روما. ولما قامت الحركة البروتستانية في القرن الخامس عشر وأمدها لوثر بروحه ازدادت عناية الغربيين

<<  <  ج:
ص:  >  >>