للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتسعين عاماً متوالية

وكما نرى أثر الوراثة بين العلماء نراه أيضاً بين الشعراء. وقد وجد جالتون اثنين من العباقرة في الشعر بين أسر: بيرون وشنييه وجوته وهين وراسين. . . . وثلاثة أو أربعة في أسر: أسكيل وارستوفان وكورني وملتون. . . وخمسة أو ستة في أسرتي كولردج ووردثويرت. . .

ووجد جالتون اثنين من الكتاب والأدباء في كل أسرة من أسر بوسويه وشاتوبريان وشامبليون وادجاربون ومِلْ. . . الخ وثلاثة أو أربعة في أسر بنتام وبوالو وفينيلون ولِسِنْج وسفيني، وخمسة أو أكثر في أسر فيلينج وماكولي وشليجل وستايل وغيرها

وبين الموسيقيين تجد أسرتي باخ وسترس هما الأسرتين اللتين ظهر فيهما أكبر عدد من الموسيقيين. ويبدأ تاريخ أسرة باخ عام ١٥٥٠، واستمر يظهر منها الموسيقيون الموهوبين ثمانية أجيال متعاقبة؛ وكان من عادة هذه الأسرة أن يجتمع أعضاؤها المغرمين بالفنون مرة في كل عام؛ فكان يصل عدد المجتمعين أحياناً إلى مائة وعشرين فناناً؛ وقد ذكر فتيس أن هذه الأسرة حوت سبعة وخمسين موسيقياً منهم تسعة وعشرون كانوا في عداد النابغين

على أننا لا ينبغي أن نخرج من هذه الحقائق بأن العبقرية (دائماً) وراثية. إذ أن توارث العبقرية محدد ببضعة أجيال فقط، كما أنه ليست هنالك قاعدة عامة لتوارث العبقرية. بل بالأحرى هناك استثناء. ويمكن أن نقول أكثر من ذلك وهو أن العبقرية الحقيقة دائماً منعزلة، أو كما يقول لوردا (إن العباقرة هم أطفال لقطاء ورجال أعزاب) ويقصد بذلك أن الطبيعة تمحى حين يُخلق العبقري

ولو كانت العبقرية تنتقل بالوراثة دائماً لكان من الضروري أن توجد (أجناس) معينة من العباقرة. وهذا ما لا وجود له. (إن العبقرية حادث فجائي يكون أحياناً وراثياً) ,

وقد ذكر لومبروزو الملاحظة الآتية: (إذا وضعنا جانباً عدداً قليلاً من الحالات الاستثنائية كالتي نجدها في أُسَرْ دارون وكاسّيني وبرنولي وسان هيلير وهيرشل، وجدنا أن العبقري لا ينقل إلى ذريته إلا اتجاهاً حقيقياً يُعظّمه في عيوننا الاسم المجيد!)

إن أبناء العباقرة هم في الغالب مخلوقات عادية بل أقل من العادية. ويقول ج. مورودوتوز: (إن الملاحظة العامة ترينا أن غالبية أبناء الرجال العباقرة ليسوا فقط أقل من آبائهم، بل هم

<<  <  ج:
ص:  >  >>