للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آه! الشرف؟! الخرافة الكبرى!

الحرب!. . . الحرب!. . . الانتقام!. . . الانتقام من الفاجرة. . . اقتلوا الخائن. . . يا حلفائي. . . تندرايوس. . . أدعُ حلفاءك. . . لقد أقسموا جمعياً. . . لقد كنت تتوقع هذه النهاية تنداريوس. . . استيقظ. . . استيقظي يا أسبارطة. . . جنودي. . . شعبي. . . هلموا إلي. . .)

وهكذا أرسلها منالايوس صرخةً داوية تجاوبت أصداؤها في جميع أجواء هيلاس، واستجاب لها كل قادر على الحرب فيها. . . إلا القليل

لقد عجب عشاق هيلين حين وصلتهم صيحة تنداروس، وصدقوا يمينهم التي أقسموا، فلبوا سراعاً؛ وانتفضت هيلاس كلها فصارت ثكنة عسكرية تعج بالجند وتضج بآلات الحرب، واضطربت البحار بالأساطيل تيمم شطر أوليس، حيث اتفقت الكلمة على أن يبحر منها الأسطول المتحد؛ فلا يرسو إلا في مياه طروادة لبى الصيحة كل عشاق هيلين الذين أقسموا اليمين فهرعوا من المشارق والمغارب بخيلهم ورجلهم. . . إلا ملك إيتاكا. . . أوليسيز

أوليسيز

كبر في نفس أوليسيز أن يتقدم لخطبة هيلين فترفضه فيمن رفضت، وهو مع ذاك ملك إيتاكا وبطلها الحلاحل، وفارس هيلاس الذي لا يشق له غبار. وكبر في نفسه أن تؤثر عليه منالايوس، وهو مع ذاك دونه شجاعة وأقل منه إقداماً حين يثار النقع وتستحر الحرب العوان؛ وكبر في نفسه أيضاً ألا تكون له زوجة يفاخر بها هيلين، وأتراب هيلين، وآل هيلين، فذهب من فوره إلى عمها فتزوج أبنته الجميلة الرائعة بنلوب: (الزهرة التي تهتز للندى، وترقص لخيوط الشمس الذهبية، وتُغني مع الأطيار، ويسكر النسيم إذا داعب خديها. . . قُبلة الحب الخالد على خدود الجمال الطليق، وابتسامة السماء الضاحكة في قلوب المحبين المعذبين. . . بنلوب. . . الوديعة كالأطفال، الحلوة كالرضى، الصافية كقطرة الندى في أوراق الورد، المرحة كسطور الغرام في خطاب الحب. . . بنلوب. . . التي تفخر الأرض بأنها تحملها. . . والهواء بأنها تستنشقه. . . والسماء بأنها تظللها وتشرف عليها. . . والجبل بأنها تنظر إليه. . . والبحر بأنه يغسل قدميها المعبودتين!

بنلوب! ذات الفم العطري، والخد اللامع المورد، والجبين الناصع الوضاح، والعنق

<<  <  ج:
ص:  >  >>