للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لآثارنا وموسوعاتنا؛ ذلك أن ما ينشر منها اليوم على أيدي الناشرين المتجرين يخرج في صور يرثى لها من المسخ والتحريف؛ وليس من المبالغة أن نطلب بهذه المناسبة إلى دار الكتب المصرية أن تسن من القواعد والقيود لاستنساخ المخطوطات ثم لنشرها ما يكفل إخراجها على أيدي ناشرين من الطراز الأول، يقدرون قيمتها العلمية ويخرجونها في أثواب محترمة، ويعرضونها للبيع بأثمان لا تخرج عن حد الاعتدال

هذه خواطر واقتراحات نعتقد أنها تجول في أذهان كثير ممن يعنون بالمباحث الإسلامية وحركة إحياء الآداب العربية، بل نعتقد أنها ليست بعيدة عن أذهان المشرفين على مصاير تعليمنا وثقافتنا. وإذا كنا نخص ثقافتنا التاريخية القومية وإحياء تراثها ومراجعها بشيء من الاهتمام، فذلك لأننا عكفنا على دراسة هذه الناحية من حركتنا العلمية والأدبية مدى أعوام طويلة، ولمسنا فيها أوجه النقص والعمل بصورة واضحة؛ وقد كنا ومازلنا نعتقد دائما أن دار الكتب المصرية، وهي أعظم مستودع لتراثنا المنسي، هي أول وأولى هيئاتنا بالعمل لتحقيق هذه الغاية، ذلك لأنها تضطلع بالفعل بناحية مهمة من هذه المهمة الجليلة؛ وكل ما يتطلب إليها هو أن تعمل لتنظيمها وتوسيع مداها على أسس علمية فنية تكفل أداءها بصورة مرضية؛ ولو عنيت جامعتنا المصرية، وجامعتنا الأزهرية بأن تأخذ كلتاهما بنصيبها من هذه الحركة لاكتملت لدينا أسباب النهضة، ولاستطاعت مصر أن تضطلع برسالتها في إحياء الآداب العربية والإسلامية وواجبها في إحياء تراثها القومي.

محمد عبد الله عنان

<<  <  ج:
ص:  >  >>