للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الممض، والبث المؤلم، وإما أن تأذنوا فيعود برتسيلوس، فأراه وأموت!

أتمنى عليكم أن يعود فأكلمه. . . أملأ أذني وقلبي من موسيقاه! أناديه باسمه ويناديني باسمي! يعانقني وأعانقه! يرى إلى عبراتي وأنظر إلى عبراته! يبتسم لي في رضاه وفرحه، وابتسم له في انكساري ولوعتي!

ائذنوا يا أرباب الأولمب، فأنا ما أفتأ أصلي لكم، وأتوسل إليكم بدمه الزكي، وروحه الأبي، وقلبه الكبير!

ارحموا ذلي، ورقوا لهواني، وارثوا لحالي!. . . . . .)

وصيرت بنواحيها إشراق الصباح ظلمة من الحزن لا أول لها ولا آخر؛ وأرسلت في الليل البهيم أناتها المؤلمة، وزفراتها الحارة؛ ووصلت بكاءها الطويل بصلاتها الخاشعة، حتى ارتجفت قواعد الأولمب، واهتزت عروشه الذهبية، وانعقدت بينه وبين لاؤوداميا قنطرة من الحزن، عبرت عليها بركات الآلهة إلى فؤادها المكلوم، فمسحت عبراتها، وهدأت من روعها، وبشرتها بعودة برتسيلوس!

وفي هادئة ليلة مقمرة، سكن هواؤها وصدح بلبلها، وأنشد البدر لحنه الصافي على آراده الفضية ليغمرها بهاءً وروعة، خرجت لاؤوداميا المحزونة من قصرها المنيف، لتلقى روح برتسيلوس يهدهده هرمز الكريم بين يديه، حتى يكون تلقاء زوجته فترتمي بين ذراعيه!

ويغرقان في طوفان من القبل!

ويغرقان في لجة من العبرات!

ويقص عليها برتسيلوس أنباء مقتله. . . فتبكي. . . وتبكي. . . وتعاتبه لاؤوداميا. . . وتعذله. . . ولكن الساعات الثلاثة التي سمحت بها الآلهة للقائهما تمر كاللمح. . . فينبههما هرمز إلى انقضائها. . . وما تكاد تسمع نذير هرمز، وتعرف أن زوجها عائد أدراجه إلى هيز، فيظل فيها إلى الأبد، حتى تصعق مكانها، وتخر مغشياً عليها. . . وتموتّ!

فوا رحمتاً للزوجين السعيدين

(لها بقية)

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>