للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن يمسك عني، فكلم أبي والبة فلم يقبل، وجعل يشتم أبا العتاهية فتركه، ثم جاءه أبو العتاهية فسأله عما فعل في حاجته، فأخبره بما رد عليه والبة، فقال لأبي لي الآن عليك حاجة، قال وماهي؟ قال لا تكلمني في أمره، فقال هذا أول ما يجب لك، فقال أو العتاهية يهجوه:

أوالبُ أنت في العرب ... كمثل الشيص في الرُّطب

هَلمّ إلى الموالي الصِّ ... يد في سَعةٍ وفي رَحب

فأنت بنا لَعمرُ الل ... هـ أشبهُ منك بالعرب

غضبتُ عليك ثم رأي ... تُ وجهك فانجلى غضبي

لِما ذكَّرْتني من لو ... نِ أجدادي ولون أبي

فقل ما شئت أقبَلهُ ... وإن أطنبتَ في الكذب

لقد أُخبرْتُ عنك وعن ... أبيك الخالص العرب

فقال العارفون به ... مُصاصٌ غيرُ مؤتَشب

أتانا من بلاد الرو ... م مُعتجِراً على قَتب

خفيف الحاذِ كالصمصا ... م أطلسُ غير ذي نشب

أوَالب ما دهاك وأن ... ت في الأعراب ذو نسب

أراك وُلِدْتَ بالمري ... خ يا ابن سبائك الذهب

فجئتَ أَقيشرَ الخدين ... أزرق عارمَ الذنب

لقد أخطأتَ في شتمي ... فَخبَّرني ألم اُصِب

وقال فيه أيضا غير ذلك، فبلغ والبة، فجاء أبي فقال قد كلمتني في أبي العتاهية وقد رغبت في الصلح، فأخبره بما أخذه أبو العتاهية عليه، فقال له والبة فما الرأي عندك؟ قال تنحدر إلى الكوفة، فركب زورقا ومضى من بغداد إلى الكوفة، وكان هجاء والبة فيه ضعيفا سخيفا لا يقوى على هذا الهجاء، وفيه من الفحش ما نروى بعضه ليعلم بعد ما بين الهجائين:

قل لابن بائعة القِصارِ ... وابن الدَّوارِق والجِرَارِ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>