للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من نوادر المخطوطات]

أثر أدبي فذ!

اختراع الخراع لصلاح الدين الصفدي

للأستاذ علي الطنطاوي

أطلعني على هذه الرسالة صديقي الشاعر الأديب السيد أحمد عبيد، أحد أصحاب المكتبة العربية العامرة بدمشق الشام، فرأيتها رسالة عجيبة، وتحفة أدبية غريبة، ورأيت فيها فناً من فنون الأدب العربي لا يعرفه الناس ودليلاً على بعد الغاية التي بلغها أدبنا، ورأيت فيها جمالاً ولذة، ووجدت فيها نفعاً وفائدة، فأحببت أن أتحف بها قراء الرسالة، فتكون لهم أفكوهة وللأدب خدمة، بتسجيل هذا الأثر الجميل من آثاره الضائعة في الرسالة (السجل الأدبي الخالد)

صلاح الدين، أبو الصفا، خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (المتوفى سنة ٧٦٤) أحد أئمة القلم والأدب في عصره، (مهر في فنّ الأدب، وكتب الخط المليح، وقال النظم الرائق، وألف المؤلفات الفائقة، وباشر كتابة الإنشاء بمصر ودمشق، ثم ولي كتابة السرّ بحلب، ثم وكالة بيت المال بالشام، وتصدى للإفادة بالجامع الأموي، وحدّث بدمشق وحلب وغيرهما. ذكره شيخه الذهبي في المعجم المختص، فقال: الإمام العالم الأديب البليغ الأكمل، طلب العلم وشارك في الفضائل، وساد في علم الرسائل، وقرأ الحديث وكتب المنسوب وجمع وصنف والله يمده بتوفيقه، سمع مني وسمعت منه، وله تآليف وكتب وبلاغة)

قال شيخ الإسلام التاج السبكي:

(خليل بن أيبك) الشيخ صلاح الدين الصفدي الإمام الأديب الناظم الناثر أديب العصر: ولد سنة ٦٩٦ وقرأ يسيراً من الفقه والأصلين، وبرع في الأدب نظماً ونثراً وكتابة وجمعاً، وعني بالحديث، ولازم الحافظ فتح الدين بن سيد الناس وبه تمهر في الأدب، وصنف الكثير في التاريخ والأدب. قال لي: إنه كتب أزيد من ستمائة مجلد تصنيفاً

ومن مؤلفاته الوافي بالوفيات ويكاد يكون أجمع كتب التراجم. ومن مؤلفاته المطبوعة نكث الهميان في نكت العميان، والغيث المنسجم في شرح لامية العجم، وجنان الجناس في

<<  <  ج:
ص:  >  >>