للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أبَعْدَ بلائي العيش أبغي مُبَّرأَ ... وكيف ونفسي لي كما الضد للضد

يروقك حسن الفجر والنجم في الدجا ... ومرأى رياض من عرار ومن ورد

وَأحسن منها البشر وجه صاحب ... حليفك منه ما استسر ولم يُبْدِ

فيا ليت لي دنيا أبيع حطامها ... بود أخٍ لو يشتري الود بالنقد

إذا الحب لم يخلص من البغض والأذى ... فكيف خلاص الود من عنت الحقد

وخِلاَّننا مثل الجوارح أيهم ... فقدنا فبعض النفس في ذلك الفقد

أحقٌ طِلاَبُ الود من نقص طالب ... إذاً قَمِنٌ نشدانك الود بالحمد

لتكمل بالخل الذي أنت ناشد ... كما كَمُلَ النصفان تجمع في العد

ويا طيب قلب غره الود حقبة ... كما عظُمَ المخدوع بالفضل والمجد

وإنك لا تدري أقلب مراوغ ... أسرُّ أم القلب المُغَرَّرُ بالود

وإنَّ وداد المرء من بعض غنْمِهِ ... ولو أنَّ مخلوف الوفا غاض لم يُجْدِ

تعيش بمخلوف الرجاء وكذبه ... فَطَامِنْ فإن الود يا قلب لم يُرْدِ

رحيق الحياة الود لو دام صفوه ... - وكالخمر - أصفاه المُعَتَّقُ ذو العهد

وأحسنه ما كان من عصرة الصِّبى ... ولم يَحْلُ بعد الشيب مُستَحْدَثُ الود

فمن لي بعود الدهر للود والصِّبَى ... أليفين ما كانا كما الند للند

يخال الصِّبَى ودا وود الصِّبَى صِبىً ... كيانهما الممزوج كالجوهر الفرد

وإن فقير الناس من خان خِلُّهُ ... وإن نال حظاً من طريفٍ ومن تلد

أأبغي إخاءً لم تَشُبْهُ عداوةٌ ... وأنقم عفو الغدر أو غدرة العَمْدِ

كأنَي لم أدرِ الأنام وخُلقه ... ولم أدْرِ أن الضد يولع بالضد

أَبَعْدَ فراغي من جنازة ودنا ... أروم خلود الود من عادم الخلد

متى أرتضى الخلان صحوا وغيمة ... فأمنحهم غيثي وأمنعهم رعدي

أُغالط نفسي فيهمُ وأغرها ... وإن لاح منهم غدر أعْدَائي اللد

وأكتم من آلام نفسيَ عزةً ... إذا لم يُتَحْ لي ما أُزيل به وجدي

فيا ساقِيَ النسيان عاطِ صحابتي ... وهات لِيَ النسيان رفداً على رفد

وهيهات ما أمر إذا جد جده ... ليُنْسَى ولو واروه في مُشْبِهِ اللحد

<<  <  ج:
ص:  >  >>