للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينهزم فيه المسلمون لولا أن من الله عليهم بمدد من بني ناجية فنصر الله المسلمين وخذل المرتدين وقتل منهم خلق كثير ثم أقام حذيفة بعمان يسكن الناس وسار عكرمة إلى مهرة فوجد أهلها قسمين مختلفين فكاتب أحد القسمين فرجع إلى الإسلام وبقي الآخر على ردته فقاتله حتى هزمه وسارعوا إلى اليمن للقاء المهاجرين أبي أمية كما عهد إليهم أبو بكر رضي الله عنه.

ردة اليمن ثانية

كان على اليمن أيام الأكاسرة باذان الفارسي فلما فتحها رسول الله صلى الله وسلم أبقاه عليها.

ولما مات قسم عليه الصلاة والسلام عمله على نفر من الصحابة وولى ابنه شهر على صنعاء فقبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثار رجل باليمن اسمه عبهلة ولقبه الأسود وادعى النبوة فأجابته قبيلة مذحج وتوجه إلى صنعاء فقتل شهربن باذان واستولى على ما بين صنعاء وحضرموت من الجنوب إلى أعمال الطائف من الشمال إلى البحرين من الشرق واستفحل أمره فبلع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى الأبناء (قوم من الفرس أقاموا باليمن) وعماله باليمن أن يقوموا بقتال الأسود وقتله إما غيلة أو مصادمة فقتله فيروز وداذويه من الأبناء بمساعدة زوجته ليلاً وأقام أصحاب الأسود بعده يترددون بين صنعاء وعدن لا يأؤون إلى أحد وتراجع عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أعمالهم وبعثوا إلى المدينة بالخبر فوصل البريد وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت هذه أول بشارة أتت أبا بكر رضي الله عنه.

ولما شاع خبر الوفاة ارتد قيس من عبديغوث وكاتب المنهزمين من جنود الأسود فاجتمعوا إليه فقاتل بهم الأبناء وغدر بداذويه أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم وقتله فاستعان الأبناء ببعض القبائل وقاتلوه وفي أثناء قتاله وافاهم المهاجر بن أبي أمية وعكرمة بن أبي جهل بالجنود فساعدوا الأبناء على قتال قيس حتى هزموه وأسروا قيسا وعمرو بن معد كرب الزبيدي وكان قد ارتد وتبع الأسود العنسي وسيروهما إلى أبي بكر فلما قدما عليه قال يا قيس قتلت عباد الله واتخذت المرتدين وليجة من دون المؤمنين فأنكر أن يكون قارف من أمر داذويه شيئاً وكان قتله سراً فتجافى له عن دمه وقال لعمرو إما تستحي أنك

<<  <  ج: ص:  >  >>