للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلست له مثلا مدي الدهر لاقيا ... ومن ورد البحر استقل السواقيا

قال:

لقد جاوزت حداً يقصر عنه المجادل ويقف دون مداه كل معاند ومتحامل ماهذه الزخرفة التي لا يرضاها لنفسه إلا تقي ويعاف ورد زعافها من له قلب أو ألقى كأنك خلت أن تنميق كلامك يسري وزعمت أن سراب دعواك في غدير التمويه على البرية يجري.

دع عنك زخرفة المقال فإنها ... لم يرض فيها غير غر جاهل

واعلم بأنك إن أردت تحاملاً ... ترجع وأنت بصفقة المتحامل

فالزور قول ما تحمل عبأه ... إلا امرؤ يأبى مقام الفاضل

قلت:

إليك فإن الحمق مني ومنك لا ... يفيد سوى الأضغان يا من يناظر

ومن كان ذا حمق لدى الخصم تاركاً ... سبيل التأني فهو لاشك خاسر

فهلم بنا إلى مورد الأنصاف وخلنا عن رنق الاعتساف ولندع طريق الخصام ونمسك ولنقل الحق لو على نفسي أو نفسك واعلم بأنك لن تجد مخالفاً أو مجتري يفضل شاعراً على أحمد أو حبيب أو البحتري بل الكل متفق على هذه المقالة ولا تتفق أمة الأدب على ضلاله.

تمسك بأذيال الذين تقدموا ... عليك فليس البدر منهم بآفل

إذا أنهل طل من عيون سمائهم ... فليس سحاب الفضل منك بهاطل

فكن تابعاً آراء من قد بنوالنا المعالي ولا تتبع مقالة قائل قال:

أيا من يروم علينا احتكام ... بتقليدنا الأقدمين العظام

فحسبك إني بصير إذا ... رأيت مقالاً عراه سقام

وإن كان قولاً صحيحاً له ... لدى كل شهم أجل احترام

زلفت إليه ازدلاف فتى ... بحب المعالي غدا مستهام

فعني إليك فلا أقتدي ... وإن جل قدراً مقام الإمام

وهذا كلام الشريف فكن ... سميعاً إذا ما تكن ذا اعتيام

فتسمع طير العلا صادحاً ... كلام الشريف شريف الكلام

<<  <  ج: ص:  >  >>