للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكل الطوى كبد الفقير فهده ... ومن الطوى ما يأكل الأكبادا

ومن الحياة مضرة ومن الردى ... ما ينفع الأرواح والأجسادا

الموت أروح للنفوس عوانيا ... حسرى يطاردها الشقاء طرادا

طاف الحمام به فطاح ببائس ... صحب النحوس وحالف الأنكادا

حملا على نعشيهما فتزاحما ... فانسل ذا وارتد ذا يتفادى

سبق الغني تموج حول سريره ... زمر تهول الحاسبين عدادا

لفوه في الأكفان من استبرق ... غال وعالوا فوق الأبرادا

وبكوا عليه مرجعين وسيروا ... من حوله الحكام والأجنادا

قالوا فقدناه وكان ذخيرة ... وهوى الحمام به وكان عمادا

كذبوا فما كشف الأذى يوماًُ ولا ... نفع العشيرة مرة وأفادا

ملأ الحياة مآثماً حتى إذا ... لقي الردى ملأ الربوع حدادا

فمتى أرى الزمان كياسة ... ومتى أرى غي النفوس رشادا

ومتى تريع إلى المحجة أمة ... تضع الكرام وترفع الأوغادا

ساروا بأعواد (الشهيد) فبوركوا ... من سائرين وبوركت أعوادا

ساورا به لم يفزعوا بنعيه ... أحداً ولا ضربوا له ميعادا

طابت بموكبه المعظم نفسه ... وزكا الثرى إذ حل فيه وجادا

وتفتحت خضر الجنان بقبره ... فأصاب منها ما اشتهى وارادا

قذف الغني إلى الجحيم فأبرقت ... لما رأته وأرعدت غرعادا

ماجت فأشبهت البحار طواميا ... وعلت فراحت تشبه الأطوادا

تتلاطم الأهوال في حافاتها ... وتتابع الأرغاء والإزبادا

فترى عيون الظالمين شواخصاً ... وترى قلوب الجاحدين بدادا

مكروهة الألوان تسطع حمرةً ... آناً وأونة تموج سوادا

جاءت ملائكة العذاب فأنشبت ... في جسمه الأغلال والأصفادا

يلقى العذاب قريته أنى ثوى ... ويعالج الإعدام والإيجادا

عكفت عليه فذاق من أنكالها ... ما شق محمله عليه وآدا

<<  <  ج: ص:  >  >>