للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناشدتكم الله والوجدان والشرف أية سياسة أعظم من هذه السياسة أم أي قائد أعظم من قائد الدين، ألا فليتق الله المفكرون والمدبرون وليرجعوا إلى ما كان عليه أسلافهم أرباب الحزم والعزم والدراية أولئك قوم كانت ترتعد فرائص الجبابرة عند ذكر اسمهم من التألف والتحابب والتعاون والتعاضد والتضافر وجمع الكلمة والسير على المنهج القويم والصراط المستقيم.

ويا للأسف أصبحنا في زمان لا يحضر فيه المواعظ سوى المريض والشيخ الهرم الفاني والفقير المعدم هؤلاء العجزة الذين لا يقدرون على ردع فاسق ولا على إصلاح فاسد ولا على تقويم أود والذين يجب عليهم استماع المواعظ والخطب وبيدهم زمام الحل والعقد غافلون ومتغافلون صفتهم اليوم كصفة من أخبرنا الله عنهم بقوله:

{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ، كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ، فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ، بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً}. والعجب منهم ومن أعوانهم يتساءلون في هذه الأيام عن عدم النصر في هذه الحرب الحاضرة ويقولون إن الله وعد المؤمنين بالنصر فلم لم ينصرنا؟

ويتجاهلون عن أنهم ليسوا من الذين وعدهم الله بالنصر لأن الله وعد المؤمنين بالنصر ووصفهم لنا بقوله: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. فهؤلاء الذين وعدهم بالنصر فقال: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

ونحن نقول لهم كما قال الله تعالى لأمثالهم {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً}، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. ونقول مهما حاول السياسيون والمفكرون في نهوض الأمة ورقي الوطن إن لم يعضدوا سياستهم بالشرع الشريف فلا تقدم ولا رقي ولا حياة ولا نجاح.

يبرود

أحمد الباشا

<<  <  ج: ص:  >  >>