للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإلحاف (١)، وتكفير الذُّنوب بالمصائب (٢)، ولَعَنَ مشققي


= قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم " العُمرى جائزةٌ ". وهذا سند حسن.
ورواه الطبراني (٧٣٤) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه الجاري (٢٦٢٥)، ومسلم (١٦٢٦)، وأبو داود (٣٥٤٨)، وأحمد ٢/ ٤٢٩ و٤٨٩، والنسائي ٦/ ٢٧٧، والبغوي في " شرح السنة " (٢١٩٧).
وآخر من حديث جابر بن عبد الله، أخرجه أحمد ٣/ ٢٩٧، و٣٠٣ و٣١٩ و٣٦٠ و٣٦١ و٣٦٣ - ٣٦٤ و٣٨١ و٣٩٢، والبخاري (٢٦٢٥) وبإثر الحديث (٢٦٢٦)، ومسلم (١٦٢٥)، والنسائي ٦/ ٢٧٢ - ٢٧٣.
وثالث عن سمرة، رواه أحمد ٥/ ٨ و١٣ و٢٢، وأبو داود (٣٥٤٩)، والترمذي (١٣٤٩).
ورابع عن زيد بن ثابت، وخامس عن ابن عباس رواهما النسائي ٦/ ٢٧١ و٢٧٢.
قال الإمام البغوي في " شرح السنة " ٨/ ٢٩٣ بتحقيقنا: العُمْرى جائزةٌ بالاتفاق، وهي أن يقول الرجلُ الآخرَ: أعْمَرْتُك هذه الدارَ، أو جعلتُها لكَ عمرك، فقَبِل، فهي كالهبة إذا اتَّصلَ بها القبضُ، ملكلها المعمَر، ونَفَذَ تصرُّفُه فيها، وإذا مات تُورثَ منه، سواءٌ قال: هي لعقبك من بعدك أو لورثتِك، أو لم يقُل، وهو قولُ زيد بن ثابت، وابن عمر، وبه قال عروة بن الزُّبير، وسليمانُ بن يسار، ومجاهد، وإليه ذهبَ الثوريُّ، والشافعيُّ، وأحمدُ، وإسحاقُ، وأصحاب الرأي. قال حبيبُ بن أبي ثابت: كنَّا عند عبد الله بن عمر، فجاءه أعرابي، فقالَ: إني أعطيتُ بعضَ بنيَّ ناقةً حياتَه، وإنَّها تناتجت، فقال: هيَ له حياتَه وموته، قالَ: فإني تصَدَّقْتُ بها عليه، قال: فذلك أبعدُ لك منها.
وذهب جماعةٌ إلى أنَّه إذا لم يقلْ: هي لعقبك من بعدك، فإذا مات يعودُ إلى الأول، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيُّما رَجُلٍ أعمرَ عُمْرى له ولعقبِه ". وهذا قولُ جابر، ورُوي عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر قال: إنَّما العُمْرى التي أجازَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: هي لك ولعقبك، فأمَّا إذا قال: هيَ لك ما عشت، فإنها ترجعُ إلى صاحبها. قال معمر. وكان الزهري يُفتي به، وهذا قول مالك، ويُحكى عنه أنه قال: العُمرى تمليكُ المنفعةِ دون الرقبة، فهي له مُدة عُمرِه، ولا يُورثُ، وإنْ جَعَلَها له ولعقبه، كانت المنفعةُ ميراثاً عنه.
(١) تقدم تخريجه ص ١٦٦ ت ١.
(٢) رواه أحمد ٤/ ٩٨ من طريق يعلى بن عبيد، حدثنا طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن معاوية قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما مِن شيءٍ يُصيبُ المؤمنَ في جسدِه يؤذيه إلا كفَّر اللهُ عنه به من سيئاتِه "، وهذا سند قوي، رجاله رجالُ الشيخين =

<<  <  ج: ص:  >  >>