للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شُهرتها، أو تواتُرها عند أهلِ السِّيَر.

ومنها سَبَبُ النزولِ في قوله تعالى: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (١) [النساء: ٩٥] وقد رواه قَبِيصَةُ بنُ ذُؤيبٍ.


= و (٢٦٠٧) و (٣١٣١) و (٤٣١٨) من طريق الليث بن سعد، عن عُقيل، عن ابن شهاب قال: وزَعَمَ عروة أن مروان بن الحكم، والمسورَ بن محزمة أخبراه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفدُ هوازن مسلمين، فسألوه أن يردَّ إليهم أموالَهم وسبيَهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أحبُّ الحديث إليَّ أصدقُه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبيَ وإما المالَ، فقد كنتُ استأْنَيْتُ بهم " -وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتظرهم بِضْعَ عشرةَ ليلةً حينَ قَفَل من الطائف- فلمَّا تبيَّن لهم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غيرُ رادٍّ إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: نختار سَبْيَنا، فقامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: " إما بعدُ فإنَّ إخوانَكم قد جاؤونا تائبين، وإني رأيتُ أن أَرُدَّ إليهم سَبْيَهم، فمن أحبَّ منكم أن يُطيِّب بذلك فليفعلْ، ومَن أحَبَّ منكم أنْ يكون على حَظِّه حتى نُعطيَه إيَّاه من أول ما يُفيءُ الله علينا فليفعَلْ "، فقال الناسُ: قدْ طَيبنا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنَّا لا نَدْري من أذِنَ منكم في ذلك ممن لم يَأْذَن، فارجعوا حتى يرفَعُوا إلينا عُرَفاؤكم أمركُم "، فرجعَ الناسُ، فكلَّمَهم عُرَفاؤهم، ثُمَّ رَجعُوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه أنَّهم قد طيَّبُوا وأَذِنُوا.
(١) أخرج البخاري (٤٥٩٢) من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: حدثني سهلُ بن سعد الساعديُّ أنَّه رأي مروان بن الحكم في المسجد، فأقبلت حتى جلستُ إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملى عليه: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فجاءه ابنُ أم مكتوم وهو يُملُّها عليَّ قال: يا رسولَ الله، والله لو أستطيع الجهادَ، لجاهَدْتُ -وكان أعمى- فأنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفخذُه على فخذي، فثقُلَت عليَّ حتى خفتُ أن تُرَضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه، فأنزل اللهُ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.
وأخرجه أحمدُ ٥/ ١٨٤، وابن سعد ٤/ ٢١١، والترمذي (٣٠٣٣)، والنسائي ٦/ ٩ - ١٠، وابن الجارود (١٠٣٤) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به.
وأخرجه البيهقي ٩/ ٢٣ من طريق إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه الطبراني (١٠٢٣٩)، والنسائي ٦/ ٩ من طريقين عن بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، به.
وأما رواية قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت، فأخرجه عبد الرزاق في تفسيره لوحة ٤٨، ومن طريقه أحمد ٥/ ١٤٨، وابن جرير (١٠٢٤٠) عن معمر، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت ...

<<  <  ج: ص:  >  >>